الخصوصية في مهب الذكاء الاصطناعي هل نفقد السيطرة في عصر البيانات

تسعى الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي مثل أوبن أيه آي وجوجل وميتا وميكروسوفت لتعزيز قدرات نماذجها من خلال تطوير مفهوم الذاكرة، يعمل هذا التطوير على تمكين روبوتات المحادثة من الاحتفاظ بمزيد من المعلومات حول المستخدمين، مما يتيح تخصيص التفاعلات وتحسين التجربة الإجمالية، يعتبر هذا التحول جزءا من المنافسة المتنامية في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات لتحقيق مكاسب مالية من خلال تقديم خدمات دقيقة وشخصية.
لكن مع هذه الفوائد المحتملة، يحذر الباحثون من أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تذكر التفاصيل الدقيقة قد تؤدي إلى الاستخدام التجاري الاستغلالي، وهنا تدعو بروفيسورة باتي مايس إلى الانتباه لمخاطر اعتماد المستخدمين على هذه الأنظمة بشكل مفرط، حيث يصبح من الصعب استبدالها أو التخلي عنها.
في الوقت نفسه، شهدت روبوتات مثل شات جي بي تي وجيميناي تحسينات ملحوظة في سعة الذاكرة، مما يجعلها قادرة على تذكر تفضيلات المستخدمين على المدى الطويل، جوجل، على سبيل المثال، وسعت نطاق ذاكرة روبوت جيميناي لتشمل سجل البحث بإذن المستخدم، بينما تمكّن شات جي بي تي المستخدمين من مراجعة وتعديل الذكريات.
ومع ذلك، حسّست مخاوف الخصوصية والرأي العام بشأن هذه التقنيات، انتقادات واجهت ميكروسوفت بسبب إدماج بيانات المؤسسات في ذاكرة مساعدها، والضغط على أوبن أيه آي بسبب انحياز نماذجها في الأدلة، وبالتالي، بات من الضروري على المستخدمين التفكير مليا في الدوافع الحقيقية وراء هذه التقنيات ومدى تأثيرها على حياتهم.