شركات التكنولوجيا تواجه تحديات الذكاء الاصطناعى وسط تسريحات مؤثرة في وادى السيليكون

أصبح عام 2025 فترة حرجة في مجال التكنولوجيا، إذ تعيش الشركات الكبرى في وادي السيليكون حصارًا غير مسبوق من تسريحات العمال، الذي يُعزى إلى التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي والأتمتة، مما يتطلب إعادة الهيكلة لتبسيط العمليات وتسريع العمل، على الرغم من الأثر السلبي الذي يتسبب فيه ذلك على القوى العاملة البشرية.

تشير بيانات Layoffs.fyi إلى فقدان أكثر من 91,700 موظف وظائفهم في 212 شركة تقنية هذا العام، على الرغم من أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بسبب عدم إعلان بعض الشركات عن تسريحاتها الجديدة، ولعل أبرز هذه الشركات ميتا التي تستعد لتسريح نحو 600 موظف في قسم الذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار مساعيها لتحسين الكفاءة التشغيلية ومعالجة الأداء الضعيف.

اجتازت ميتا جولات تسريح سابقة طالت حوالي 30,000 موظف منذ عام 2022، وتستمر بتوظيف متخصصين في أبحاث الذكاء الاصطناعي، حيث يعكس ذلك رغبتها في تحسين الأداء وسط تحول كبير في متطلبات السوق. أمازون من جانبها تُعد رائدة الأتمتة، إذ أعلنت عن خطط لتسريح ما يصل إلى 15% من موظفي قسم الموارد البشرية، في سياق جهودها لتعزيز استخدام الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها اللوجستية.

كحال ميتا وأمازون، قامت شركات كبرى أخرى مثل مايكروسوفت وإنتل بعمليات تسريح واسعة النطاق أثرت على آلاف الموظفين، إذ تسعى الشركات لتبسيط عملياتها وتقليل التكاليف بينما تستعد لمنافسة عالم الذكاء الاصطناعي المتزايد. تزامنًا مع هذه التحولات، تضررت شركة تاتا للخدمات الاستشارية (TCS)، حيث بدأت تسريحات تؤثر على ما يصل إلى 20,000 موظف، مؤكدين أن إعادة الهيكلة قائمة على احتياجات المهارات المستقبلية.

تُمثل هذه الموجة من تسريحات العمال مواجهة كبيرة لشركات التكنولوجيا، مما يبرز ضرورة التكيف السريع مع المتغيرات في السوق وإيجاد توازن بين التقدم التكنولوجي ومتطلبات القوى العاملة البشرية. بينما تتجه الشركات نحو أتمتة عملياتها، من الواضح أن استراتيجيات القوى العاملة تشهد تحولًا نحو اعتماد الذكاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة

الأقسام