أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن مصر أصبحت منصة رئيسية للتعاون بين المؤسسات المالية الدولية، حيث تم تعبئة 50 مليار دولار خلال خمس سنوات، منها 16 مليار دولار موجهة للقطاع الخاص، تتمحور حول استثمارات في الطاقة المتجددة وقطاعات الإنتاج العالية، تبرز أهمية الابتكار في أدوات التمويل مثل منصات التمويل المختلط ومبادلات الديون، حيث تُعد تجارب التعاون مع الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مثالاً ناجحًا لتلك الجهود.
خلال منتدى القاهرة الثاني الذي تنظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أشارت المشاط إلى ضرورة الحفاظ على زخم التنمية في ظل تعقيدات عالمية متزايدة، حيث تواجه الدول النامية تحديات كبيرة بسبب تقلص المساعدات المالية وارتفاع أولويات الإنفاق الوطني للمانحين، مما يؤثر على الاستدامة الاقتصادية، لذا فإن تعزيز استثمارات القطاع الخاص يُعتبر أولوية مطلقة في هذا السياق.
وأوضحت المشاط أن تكلفة الاقتراض العالية نتيجة الأزمات العالمية تفرض الحاجة لتوجيه الموارد نحو استثمارات القطاع الخاص، حيث تُعد الشراكات بين مؤسسات التمويل الإنمائي والقطاعين الحكومي والخاص ضرورية لتحقيق أهداف التنمية الوطنية، وضمان توافقها مع الأهداف العالمية، مما يدعو لتعاون فعال يساهم في تحسين بيئة الأعمال.
التحديات المتعلقة بالتمويل لا تقتصر على توفير الموارد، بل تتطلب أيضًا تحقيق التوازن بين المخاطر والمكافآت، لذا يجب أن تستثمر الدول خبرات مؤسسات التنمية لتحسين جودة المشاريع الاستثمارية، حيث إن بناء أطر تنظيمية متطورة يدعم النمو الاقتصادي المستدام ويضمن استدامة المشاريع التنموية في جميع القطاعات.
شددت المشاط على أهمية استثمارات النمو، مع التركيز على قطاعات البنية التحتية التي تحرض على جذب رأس المال الخاص، وأكدت على دمج التكيف مع التغير المناخي ضمن سياسات الاستثمارات، حيث تبرز الحاجة للاستثمار في المجالات التي تحقق عائدات جيدة، خصوصًا في مجالات التعليم والصحة، مما يعزز الاستدامة ويحقق التنمية المعنية التي تصب في مصلحة المجتمعات.
تتطلب المرحلة الحالية التخطيط الدقيق وبناء القدرات، بالتزامن مع الشفافية والإصلاحات الضرورية، فتبتكارات الشراكات بين القطاعين العام والخاص تشكل تحديًا يمكن أن يتحول إلى فرصة للمستقبل، حيث يمكن لمصر أن تستفيد من الضغوط المالية الحالية لتطوير اقتصاديات مستقرة وشاملة، تعزز من قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية.