أعلنت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) عن توقف مركبة أكاتسوكي عن العمل بعد أكثر من عشر سنوات من المهام العلمية مثيرة الإعجاب، وتعتبر هذه المهمة الأولى من نوعها لليابان في استكشاف كوكب الزهرة، وتجسد التجربة الفريدة التي خاضتها الوكالة في دراسة الغلاف الجوي لكوكب يُعرف بطبيعته القاسية، حيث تمثل نهاية أكاتسوكي الحقبة التاريخية للمراقبة الدقيقة لهذا الكوكب.
أُطلقت أكاتسوكي في مايو 2010، وكانت هذه المهمة الأولى من نوعها بالنسبة لليابان، حيث انطلقت المركبة على متن صاروخ H-IIA، رغم أن المحاولة الأولى للدخول إلى مدار الزهرة في ديسمبر 2010 باءت بالفشل، إلا أن الفريق الهندسي استطاع تجاوز تلك العقبة، ونجح بتحقيق دخولها إلى مدار الزهرة في ديسمبر 2015 باستخدام ابتكاراته الخاصة، بعد عام واحد من التأخير. ثم بدأت المركبة بجمع البيانات العلمية منذ مايو 2016، واستمرت في عملها بعد تجاوز عمرها المتوقّع.
لقد ساهمت أكاتسوكي بإنجازات علمية عديدة تتعلق بمناخ كوكب الزهرة، فقد استطاعت التقاط مشاهد فريدة من نوعها للسُحب فائقة الدوران، إضافةً إلى فهم ديناميكيات الغلاف الجوي المعقد، وهذه المعطيات ذات أهمية ليس فقط لجذب الانتباه إلى الزهرة، بل أيضاً يمكن أن تسهم في دراسة كواكب أخرى. ومع انتهاء هذه المهمة، يخيم صمت أكاتسوكي، ولكن هناك جهود مستقبلية قيد التخطيط لمواصلة هذه الأبحاث من خلال بعثات مثل “فيريتاس” و”دافينشي+”.
إن إغلاق صفحة أكاتسوكي يترك فجوة في رصد الغلاف الجوي للزهرة، إلا أن الاستعدادات لبعثات جديدة تعكس التزام الوكالات الفضائية بتعميق الفهم حول كوكب الزهرة وجعل أكاتسوكي جزء من إرث علمي مستمر. ستبقى الإنجازات التي حققتها هذه المركبة مصدر إلهام لباحثي الفضاء في المستقبل، لترسيخ أهمية الاستكشاف العلمي والابتكار في هذا المجال.