نظم مجمع إعلام قنا ندوة تثقيفية بعنوان “الجرائم الإلكترونية وكيفية مواجهتها”، حيث استهدفت طلاب المرحلة الثانوية ضمن جهود الهيئة العامة للاستعلامات لتعزيز وعي الشباب بمخاطر الإنترنت. أقيمت الفعالية في مدرسة أبو بكر الصديق الثانوية بقنا، واستضافت الندوة الدكتور أحمد خيري الأمير، مدرس الإعلام الإلكتروني بكليه الإعلام، بإدارة رحاب عبد الباري، وبإشراف الإعلامي يوسف رجب.
تطرق الدكتور أحمد خيري الأمير خلال الندوة إلى الإيجابيات التي يوفرها الإنترنت، حيث يعد مصدراً غنياً للمعلومات وينسق للتواصل الاجتماعي. أوضح أن التحدي الأكبر يكمن في تصنيف المحتوى والتحقق من صحته، إذ يصعب تحديد مدى مصداقية المحتوى من مصادر مفتوحة. كما تطرق لأهمية الاستفادة من الإنترنت في مجالات الأعمال والتسويق، مع التحذير من ضرورة الحذر من المعلومات المضللة.
وفي حديثه عن السلبيات، أشار الأمير إلى أن الهواتف الذكية باتت تشكل سلاحًا مزدوجًا، حيث تُستخدم للتواصل ولكنها تعزز أيضًا سلوكيات سلبية مثل التنمر ونشر الشائعات. دعا المشاركين إلى التحقق من مصادر الأخبار قبل إعادة نشرها، والتأكد من موثوقية الناشرين الأصليين، لأهمية ذلك في الحفاظ على المعلومات الدقيقة والموثوقة.
كما أشار الأمير إلى تطور أساليب الحروب، حيث انتقل الصراع من حروب العصابات إلى الصراعات الرقمية التي تستهدف تفكيك الأوطان. وضرب أمثلة على استخدام منصات التواصل كوسائل لإثارة الفتن بين المجتمعات، محذرًا من آثارها السلبية. وقد أشار إلى أن هذا النوع من الحروب يعتمد على إرباك العقول واستغلال الفجوات الاجتماعية.
حدد الأمير الجرائم الإلكترونية باعتبارها أفعالًا تلحق الضرر بالأفراد أو الجماعات باستخدام المنصات الرقمية، وتشمل التنمر والابتزاز وسرقة البيانات. نبه إلى أن هذه الجرائم قد تؤدي إلى تهديدات تمس الأمن النفسي والاجتماعي للأفراد والمجتمعات، وقد تصل آثارها إلى تدمير هويات وطنية.
من جهة أخرى، تناول موضوع إدمان الإنترنت الذي يعد تحديًا كبيرًا، وأوضح أنه يعكس اعتمادًا مفرطاً على محفزات وهمية تزيد من فترات الاستخدام، مما يؤثر سلبًا على التركيز والمعلومات الفعالة. حث الشباب على التواصل العاقل مع التقنية، والتفكر في المحتوى الذي يستهلكونه، مع ضرورة تقنين أوقات الاستخدام وتعزيز الأنشطة البديلة.
أخيرًا، أكد الأمير على أهمية الوعي الذاتي لترشيد استخدام الإنترنت من خلال تحديد أوقات معينة وتفضيل مواقع وأدوات تنمية المهارات. دعا الشباب إلى الاستثمار في أنفسهم وتطوير مهاراتهم كوسيلة للبقاء في سوق العمل، مُشيرًا إلى أن التخطيط السليم والقدرة على إدارة الوقت يعدان أساسًا للوصول إلى النجاح المستدام.