عقدت جامعة سوهاج ندوة فكرية بعنوان “تأثير الشائعات على المجتمع والأمن القومي”، بتنظيم كلية الآثار ومشاركة الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام والرأي العام. تضمنت الندوة حضور عميد الكلية الدكتور فهيم فتحي حجازي ووكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب الدكتور علاء عبدالعال، حيث ناقشت الشائعات وأثرها على المجتمع المصري والأمن القومي.
تناول الدكتور حارص خلال كلمته الشائعات التي مست المتحف المصري الكبير، مؤكدًا محاولات بعض الجهات للتشويه عبر ادعاءات ملكيته وإدارته. شدد على أن الدعم الياباني والإيطالي لا يؤثر على السيادة المصرية على المتحف. كما أوضح أن تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني يرمز إلى عبقرية الحضارة الفرعونية وليس عيبًا إنشائيًا.
ركز حارص على خطورة الشائعات السياسية التي تستهدف القيادة وتضعف ثقة الشعب بالدولة. ولفت إلى الحملات المغرضة ضد جهود مصر لدعم الشعب الفلسطيني، والتي تصنف كحروب نفسية منظمة. وأكد أن الرد كان من خلال التحركات الدبلوماسية والإنسانية المصرية لإيقاف إطلاق النار ودخول المساعدات إلى غزة.
أشار إلى أن الشائعات الاقتصادية والاجتماعية لا تقل خطورة، حيث تستهدف نشر الذعر بين المواطنين، كمثل الشائعات حول أسعار السلع أو سلامة المنتجات. تؤثر هذه الأكاذيب على ثقة المواطنين وتنعكس سلبيًا على الأسواق والاقتصاد الوطني.
حذر الدكتور حارص من الشائعات الأمنية والعسكرية التي قد تثير الفوضى، مبينًا خطورة ترويج أخبار كاذبة عن المؤسسات الأمنية بهدف إضعاف الروح المعنوية ونشر الإحباط داخل المجتمع.
تحدث عن تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التزييف العميق، التي تزيد من صعوبة تمييز الحقيقة. وأكد أن غياب المعلومات الرسمية وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يزيد من خصوبة البيئة الحاضنة للشائعات.
شدد حارص على أهمية وعي الأفراد في مواجهة الشائعات، مستشهدًا بتعاليم الإسلام في التثبت قبل تداول الأخبار. أكد أن الشفافية وسرعة الرد الرسمي هما الحل الأمثل لقتل الشائعات، مشيرًا إلى أهمية التربية الإعلامية والرقمية.
دعا لدعم المنصات الرسمية والمبادرات الوطنية المتخصصة في كشف الشائعات، مثل “متصدقش” و”يلا تشيك” و”تأكد”، مؤكدًا على دور الثقة في الإعلام الوطني والمصادر الرسمية كخط دفاع أول لحماية المجتمع واستقراره.
