حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

في سبيل التعرف على حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، من اللازم أن نعلم بأن شهر شعبان هو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله تبارك وتعالى، وهو من أعظم شهور العام التي يحسن فيها الإكثار من الأعمال الصالحة، ومن خلال جريدة لحظات نيوز نتعرف على ليلة النصف من شعبان.
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
أعتبر علماء الشريعة الإسلامية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، واعتبارها من أعياد المسلمين، واختصاصها بصيام أو بعمل صالح، بدعة من منكرة لا دليل على صحتها، ولم ترد بوجه من الوجوه لا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام ولا الخلفاء الراشدين ولا من بعدهم.
بالإضافة إلى أن بعض الناس يعتقد بأن تحويل القبلة كان في ذلك اليوم، وهو اعتقاد باطل لا أساس له من الصحة، ولا دليل عليه، فإن كان تحويل القبلة ثابتا بكتاب الله تبارك وتعالى، فليس هناك دليل على اليوم الذي حصل فيه التحويل.
وإن بعض الناس تعتقد بأن الأعمال ترفع إلى الله تبارك وتعالى كلها في تلك الليلة، عملا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَكَ تصومُ شهرًا منَ الشهورِ ما تصومُ مِن شعبانَ؟ قال: ذلك شهرٌ يَغفَلُ الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالَمينَ، فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأنا صائمٌ” [الألباني – صحيح النسائي].
وهذا ليس دقيقًا، فليس في الحديث قرينة تدل على أن الأعمال ترفع إلى الله في ليلة واحدة، لأن النبي كان يصوم معظم أيام الشهر وليس ليلة النصف فقط، وعليه فإن الأعمال ترفع في كامل شهر شعبان، وليس في ليلة النصف فقط.
ليلة النصف من شعبان ابن باز
يرى الإمام ابن باز رحمه الله، أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان غير جائز شرعًا، وهو من قبيل الابتداع في دين الله، لأنه لا يوجد ما يدل دلالة صريحة على فضل تلك الليلة، وكل ما ورد في فضلها وفضل العمل الصالح فيها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، ولا صحة لما ينتشر بين الناس عن فضلها.
بعد التعرف على حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، من الواجب أن نعلم بأن العمل الصالح لا يشترط أن يقترن بزمان خير حتى يكون مقبولًا، إنما يكون التقرب إلى الله في كل زمان وأي مكان.=