هل الحداد على الميت يعذبه في القبر

في سبيل التعرف على إجابة هل الحداد على الميت يعذبه في القبر، من المفيد أن نعلم بأن الموت قدر كل إنسان في هذه الدنيا، ولا سبيل إلى النجاة منه، وعلى كل مسلم مؤمن بالله تبارك وتعالى أن يكون راضيا بقضاء الله جل وعلا، ومن خلال جريدة لحظات نيوز نتعرف على أشياء تعذب الميت في قبره.
هل الحداد على الميت يعذبه في القبر
أوضح علماء الشريعة الإسلامية أن الميت يعذب في قبره بنياح أهله عليه، والنياح هو الكباء بصوت مرتفع، أما دمع العين فلا حرج فيه، والدليل على ذلك ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث: “المَيِّتُ يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ بِما نِيحَ عليه” [البخاري – صحيح البخاري].
وأما الحداد فمنه ما هو مشروح ومنه ما هو مبتدع، أما الحداد المشروع فهو أن تحدت الزوجة على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام، وهو عدة المرأة المتوفى عنها زوجها، وقد ورد الدليل على ثبوتها في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة – 234].
وأما غير الزوجة مثل الوالدين والأخوة والأقارب، فلا يحل لهم أن يحتدوا على الميت فوق ثلاثة أيام، لقول رسول الله عليه وسلم في الحديث: “لاَ يحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ، تحدُّ على ميِّتٍ أَكثرَ من ثلاثةِ أيَّامٍ إلاَّ على زوجٍ فإنَّها تحدُّ عليْهِ أربعةَ أشْهرٍ وعشرًا” [الألباني – صحيح النسائي].
أما ما أربعين الميت فهي بدعة لا دليل عليها في دين الله ولا يجوز الانسياق ورائها، لأنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتبع أهل البدع والضلالات، ولأن في تلك البدعة مخالفة لأمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومغالاة في الدين،
أشياء تعذب الميت في قبره
يجب على كل عبد يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر أن يحترز من جميع الذنوب والخطايا، وألا يستصغر أو يستحقر أي ذنب مهما كان صغيرًا، لما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث: “إِنَّ عَامَّةَ عذابِ القبرِ مِنَ البولِ فَتَنَزَّهوا مِنَ البولِ” [الطحاوي – شرح مشكل الآثار]، هذا في عدم التنزه من البول فقط فما بالكم بباقي الذنوب.
ومن ضمن أهم الخطايا التي يعذب بها الإنسان في قبره، الغيبة والنميمة، لما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين مر على قبرين فقال: “إنَّهما ليُعذَّبانِ وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ ثمَّ قال: بلى أمَّا أحدُهما فكان يسعى بالنَّميمةِ وأمَّا الآخَرُ فكان لا يستنزِهُ مِن بولِه، ثمَّ أخَذ عودًا فكسَره باثنينِ ثمَّ غرَز كلَّ واحدٍ منهما على قبرٍ ثمَّ قال: لعلَّه يُخفَّفُ عنهما العذابُ ما لم ييبَسا” [ابن حبان – صحيح بن حبان].
بعد التعرف على إجابة هل الحداد على الميت يعذبه في القبر، يجب أن نعلم بأن البرزخ لا يمكن لأحد أن يعلم ما الذي يحصل فيه، إلا من مات فقبر، فعلى كل مسلم أن يتقي الله.