هل يجوز الترحم على المسيحيين

في سبيل التعرف على إجابة هل يجوز الترحم على المسيحيين، من المفيد أن نعلم بأن التوحيد هو جوهر الإسلام والإيمان وكل الأديان السماوية التي نسخها الإسلام، فهم جميعًا يتفقون في العقيدة وهي عقيدة التوحيد، ويختلفون فقط في تفاصيل التشريع، ومن خلال جريدة لحظات نيوز نتعرف على هل يجوز الترحم على غير المسلم مع الدليل.
هل يجوز الترحم على المسيحيين
لا يجوز باتفاق أهل العلم الترحم على الموتى من غير المسلمين، لأن ذلك ينافي العقيدة ويخالف كلام الله تبارك وتعالى، لأن الله جل وعلا قال: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة – 113].
وهذه الآية قاطعة الدلالة على عدم جواز الترحم على الكفار مهما كانت الأسباب، لأن القضية هنا ليست قضية أخلاق وبطولات وأعمال صالحة، إنما هي قضية توحيد وإيمان، فإن كان الميت منكرا لما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كفر بما أنزل الله تبارك وتعالى، وهنا لا يجوز لنا أن ندعو الله بأن يرحمه من العذاب، لأن الميت نفسه خالف أساس أسباب الدخول في رحمة الله جل وعلا، وهي الإيمان بالله والتوحيد له.
حيث إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد مُنع من الاستغفار لعمه أبو طالب الذي رباه صغيرا واعتنى به في شبابه ونصره بعد بعثته، لكنه رفض أن يؤمن بما أنزل عليه، ومات على الشرك، فلما أراد النبي أن يستغفر له، نهاه الله تبارك وتعالى، هذا عم النبي فكيف بمن دونه.
وقد مُنع سيدنا إبراهيم عليه السلام كذلك من الاستغفار لأبيه آزر، الذي كان مشركًا بالله يعبد الأصنام، وقد ردت هذه الحادثة في قول الله جل وعلا: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة – 114].
وعليه فلا يجوز لأي مسلم مهما كانت الأسباب أن يستغفر أو يترحم على من مات مشركا أو منكرا أو كافرا أو مرتدا عن دين الله تبارك وتعالى، لأن في هذا اعتداء صريحًا على نصوص القرآن الكريم، حيث إن الله توعد الكافرين بالعذاب الأليم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [العنكبوت – 23].
بعد معرفة إجابة هل يجوز الترحم على المسيحيين، لا بد لنا من أن نعلم بأن المسلم ليس له إلا ظاهر ما يرى من الناس، وليس له الحكم على بواطنهم أو تغليب الظن فيهم.