حكم اللهو واللعب يوم العيد

في إطار معرفة حكم اللهو واللعب يوم العيد، من المفيد أن نعلم بأن العيد موسم من مواسم نشر البهجة والفرحة والتمتع بنعم الله تبارك وتعالى، ولا يجوز التنغيص على الناس في تلك الأيام، لأنها أيام فيها بركة وفسحة للمسلمين، ومن خلال جريدة لحظات نيوز نتعرف على جواب هل يجوز اللهو واللعب في يوم العيد.
حكم اللهو واللعب يوم العيد
اللهو واللعب ونشر البهجة والسرور بين الناس في غير ما حرم الله تبارك وتعالى، مباح في أي يوم من أيام العيد، وهو من المستحبات والمندوبات في العيد، ويثاب عليها من يقوم بها، لأنه يساهم في إشعار المسلمين ببهجة عيدهم، وخاصة إن قرن ما يقوم به بنية صالحة، وقد صرح النبي محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة أن تسمع الغناء يوم العيد،
حيث قالت رضي الله عنها: “دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِندِي جارِيَتانِ تُغَنِّيانِ بغِناءِ بُعاثَ، فاضْطَجَعَ علَى الفِراشِ، وحَوَّلَ وجْهَهُ، ودَخَلَ أبو بَكْرٍ، فانْتَهَرَنِي وقالَ: مِزْمارَةُ الشَّيْطانِ عِنْدَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقْبَلَ عليه رَسولُ اللَّهِ عليه السَّلامُ فقالَ: دَعْهُما، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُما فَخَرَجَتا، وكانَ يَومَ عِيدٍ، يَلْعَبُ السُّودانُ بالدَّرَقِ والحِرابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإمَّا قالَ: تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟ فَقُلتُ: نَعَمْ، فأقامَنِي وراءَهُ، خَدِّي علَى خَدِّهِ، وهو يقولُ: دُونَكُمْ يا بَنِي أرْفِدَةَ، حتَّى إذا مَلِلْتُ، قالَ: حَسْبُكِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فاذْهَبِي” [البخاري – صحيح البخاري]،
هل يأثم من لا يذهب لصلاة العيد
اختلف الفقهاء في حكم من لم يصلي العيد هل يأثم أم لا، وقال بعضهم بوجوب صلاة العيد مستدلين بمحافظة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عليها، وأن التطوع لا يصلى جماعة، وبهذا الرأي يأثم من فوتها وعليه قضاؤها كما تقضى الصلوات المفروضة.
بينما يرى القول الثاني بأن صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مستدلين بحديث طلحة بن عبيد الله أنه قال: “أنَّ أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا، فَقالَ: أخْبِرْنِي ما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ فَقالَ: شَهْرَ رَمَضَانَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا، فَقالَ: أخْبِرْنِي بما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ فَقالَ: فأخْبَرَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَرَائِعَ الإسْلَامِ، قالَ: والذي أكْرَمَكَ، لا أتَطَوَّعُ شيئًا، ولَا أنْقُصُ ممَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شيئًا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفْلَحَ إنْ صَدَقَ، أوْ دَخَلَ الجَنَّةَ إنْ صَدَقَ” [البخاري – صحيح البخاري].
فقد دل الحديث على أن صلاة العيد تطوع وسنة، وليست بفرض، فلو كانت مفروضة لأوردها عنها النبي في الحديث وضمنها في الصلوات المفروضة، وعلى هذا الرأي لا يأثم تارك صلاة العيد وليس عليه القضاء وهو الرأي الراجح بين العلماء.
بعد معرفة حكم اللهو واللعب يوم العيد، من المهم أن نعلم بأن العيد من أهم المواسم التي يجب على المسلمين فيها أن يظهروا مظاهر الفرحة والزينة التي أحلها الله لهم.