حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية

3 أشهر منذ

Kero Elbadry

رأس السنة الهجرية هو مناسبة دينية مهمة في العالم الإسلامي تحمل معها قيمًا وتقاليد عميقة، تثير مسألة الاحتفال بها جدلاً دائمًا بين الناس وتثير تساؤلات حول حكمها ومدى جواز الاحتفال بها، في هذا المقال من خلال موقع لحظات نيوز، سنستكشف حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية من منظور ديني وثقافي، ونبحث في مفهومها وأهميتها للمسلمين.

حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية

العديد من علماء الدين المسلمين قد أكدوا أن الاحتفال برأس السنة الهجرية هو أمر مباح ولا يوجد فيه أي حرج

، وهذا التوجيه يُطبق أيضًا على العديد من المناسبات الدينية الهامة في الإسلام، مثل الهجرة والمعراج وما شابهها.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ” [الراوي: أبو قتادة الحارث بن ربعي].

وقي قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [سورة يونس: الآية 58].

حكم التهنئة برأس السنة الهجرية

حول موضوع التهنئة برأس السنة الهجرية، يظهر وجود اختلاف في آراء علماء المسلمين، تماماً مثلما هو الحال فيما يتعلق بحكم الاحتفال بها، فالمسلمون ينقسمون إلى قسمين في هذا الأمر، هناك قسم يرون أن التهنئة برأس السنة الهجرية هي مسألة من مسائل العادات وليست من مسائل العبادات، وفيما يتعلق بالعادات، فإن الأصل هو الإباحة، ولذلك يرون أنها جائزة.

أما القسم الآخر من المسلمين، فيرون أن التهنئة برأس السنة الهجرية تُعتبر إضافة للأعياد التي شرعها الإسلام للمسلمين، مثل عيدي الفطر والأضحى، وعلى هذا الأساس، يعتقدون أنه يجب تجنب التهنئة بها ويراها غير جائزة،

الأعياد عند المسلمين

الأعياد التي أقرها الإسلام للمسلمين هي عيد الأضحى وعيد الفطر، تأتي هذه الأعياد بعد فترات من العبادة والتقرب من الله، وبالتالي تُعتبر نوعًا من الجوائز تعوض بها المسلمون عن مجهوداتهم وتفانيهم في أداء الطاعات خلال الفترة السابقة لهذه الأعياد، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “قدم النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقال: قد أبدلَكُم اللهُ تعالى بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ والأضحى” [الراوي: أنس بن مالك].

سبب الاحتفال برأس السنة الهجرية

بعض العلماء يرون أن الاحتفال برأس السنة الهجرية يمكن أن يكون وسيلة لتذكير الناس بأيام الله المهمة التي ذكرت فيها، حيث قال الله سبحانه وتعالى: {وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سورة إبراهيم: الآية 5].

وهذا يمكن أن يكون فرصة للتعرف على الحدث التاريخي للهجرة النبوية، يمكن للناس أن يستغلوا هذه المناسبة لنشر الوعي بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من تلك الفترة، مثل تعلم الصبر في مواجهة الصعاب التي واجهها النبي وأصحابه خلال هذا الحدث التاريخي.

إن حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية يظل موضوعًا يستدعي التأمل والبحث، وهو يعتمد بشكل كبير على الرؤية الدينية والثقافية للفرد والمجتمع، بغض النظر عن الآراء المختلفة في هذا الشأن، يبقى من المهم أن نحترم وجهات نظر الآخرين ونتعلم من التقاليد والقيم التي تكمن وراء هذه المناسبة الدينية.