ظاهرة التسرب المدرسي في المؤسسة التربوية الجزائرية

3 أشهر منذ
Kero Elbadry

تعتبر ظاهرة التسرب المدرسي من احدى الظواهر الخطيرة التي تنتشر بصورة كبيرة في كافة المجتمعات، وهي تؤثر على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنتمكن من طرح ظاهرة التسرب المدرسي في المؤسسة التربوية الجزائرية.

ظاهرة التسرب المدرسي في المؤسسة التربوية الجزائرية

ظاهرة التسرب المدرسي في المؤسسة التربوية الجزائرية

تعتبر ظاهرة التسرب المدرسي من الظواهر التي تعاني منها المدارس الجزائرية، فهي منتشرة بشكل كبير في المراحل التعليمية المختلفة، وهي لا تقتصر على طبقة أو فئة معينة في المجتمع،

العوامل الدافعة للتسرب المدرسي

تعدد العوامل الدافعة للتسرب المدرسي حسب كل مجتمع في النواحي الاقتصادية، والاجتماعية، السياسية، الثقافية، كما تختلف نسبتها كذلك حسب كل مجتمع، ولكن تنتشر ظاهرة التسرب المدرسي بشكل أكبر في المجتمعات النامية، ويرجع ذلك لعدد من العوامل منها:

  • عوامل داخلية

1- المنهج الدراسي:

يرتبط المنهج الدراسي بظاهرة التسرب المدرسي بشكل غير مباشر، حيث أن المنهج الدراسي قد يشكل عبء على الطلاب سواء كان من حيث الكم وصعوبة المواد الدراسية، أو ما يتعلق بالفروق الفردية لدى الطالب، مما يؤدي إلى تسرب الطالب من المدرسة، لذلك تعد عملية تطوير المناهج الدراسية بشكل يتناسب مع قدرات الطالب أمر ضروري كي لا تكون سببًا في تسرب الطالب من المدرسة.

2- الكتاب المدرسي: يعتبر الكتاب المدرسي من الوسائل التعليمية الأساسية لدى المعلم والطالب، حيث يساعد المعلم في إعداد الدروس، كما يساعد الطالب في استيعاب المادة الدراسية، في بعض الأحيان قد لا يتوافق الكتاب المدرسي مع الواقع، فعند قراءة الطالب للكتاب يتشتت لأن ما يقرأه في الكتاب لا يتطابق مع ما يشاهده في الواقع.

3- النظام التعليمي: إن سوء التخطيط للمنهج من قبل النظام التعليمي يجعله يخرج عن الأهداف المخططة مسبقًا، كما أن الميزانية المخصصة للنظام التربوي محدودة جدًا، وهو ما يجعل النظام التربوي يفتقد وجود وسائل تعليمية قادرة على تحسين جودة التعليم وجذب انتباه الطلاب.

4- المعلم: ينبغي أن يكون دور المعلم هو تقديم المادة العلمية للطالب بطريقة شيقة تجذب انتباهه، وأن تكون المادة يستفيد منها الطالب بالفعل، ومحاولة إيصال المعلومة بأكثر من طريقة، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، وغير ذلك يقلل من دور المعلم وتأثيره على الطلبة، بجانب أن الحالة النفسية للمعلم وانخفاض حماسه تجاه التدريس قد تنعكس سلبًا على الطلاب وعلى تحصيلهم الدراسي.

5- الإدارة المدرسية: تعتبر الإدارة المدرسية هي من يقود العملية التربوية، لكن تعاني الإدارة المدرسية حاليًا من سوء التنظيم والتخطيط، بما يؤثر على الطلاب وتحصيلهم الدراسي.

كما أن المدير له دور هام في علاج ظاهرة التسرب إذا قام بواجبه من خلال متابعة غياب الطلاب، والتعاون مع أولياء الأمور وعقد اجتماعات معهم لمناقشة ظروف العملية التعليمية وأوضاع الطلاب، كما ينبغي عليه متابعة المعلمين في إعداد دروسهم، وتعاملهم مع الطلاب، وتوفير مناخ مناسب في المدرسة بشكل عام،

  • عوامل خارجية:

1- الطبقة الاجتماعية:

إن تدني المستوي الثقافي للوالدين يؤثر سلبًا على الأبناء، فغالبًا ما يمنعهم من متابعة الأبناء داخل المدرسة والتهاون في أداء واجباته المدرسية والغياب، مما قد يدفع الأبن للاستهانة بالمدرسة بل والتسرب منها.

2- جماعة الرفاق: جماعة الرفاق لها دور كبير في عملية التنشئة الاجتماعية، فهي تؤثر على تشكيل قيمه وعاداته، ومتابعة للأسرة لجماعة الرفاق التي ينتمي إليها الأبن أمر ضروري، حيث أن التهاون ينعكس سلبًا على الطفل، ويجعله أكثر عرضة لرفاق السوء، والفاشلين دراسيًا الذين لا يهتمون بالمدرسة يتأثر بهم فينخفض تحصيله الدراسي ثم يتسرب من المدرسة.

3- عدم التنسيق بين البيت والمدرسة: يعد التنسيق والتعاون بين البيت والمدرسة أمر هام جدًا من أجل انتظام سير العملية التعليمية وتحقيق الأهداف التربوية المرغوبة، فلا يمكن للمدرسة أن تتمكن من تحقيق أهدافها مع تجاهل الأسرة لدورها لاعتقادهم أن المدرسة هي المسئول الأول عن عملية التعليم.

4- الظروف الاقتصادية: إن تدني المستوي الاقتصادي لبعض الأسر قد يدفع الوالدين إلى إخراج أبنائهم من المدرسة من أجل مساعدتهم في العمل لزيادة الدخل،

حلول ظاهرة التسرب المدرسي

تتوفر بعض الإجراءات والحلول التي ينبغي على المؤسسات الالتزام بها للحد من ظاهرة التسرب المدرسي:

  • جعل التعليم عملية ذات فائدة بالفعل من خلال تطوير المناهج بشكل يفيد الطلاب في حياتهم العلمية والعملية.
  • ترغيب الطالب في الدراسة وتشجيعه عليها.
  • تكاتف جهود الأسرة والمدرسة.
  • اهتمام الإدارة المدرسية بمتابعة سير العملية التعليمية بشكل جيد، حتى لا يكون هناك فجوة بين الإدارة والطالب.

إن ظاهرة التسرب المدرسي لا تعتبر موضوعًا شخصيًا يختص بالطفل والأسرة فقط، بل هي ظاهرة تؤثر على المجتمع ككل في مختلف جوانب الحياة، ومن خلال المقال السابق نكون قد عرضنا ظاهرة التسرب المدرسي في المؤسسة التربوية الجزائرية.

 

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى