مظاهر التوازن في شخصية الرسول في العبادة

3 أشهر منذ
Kero Elbadry

إن المتأمل لحياة النبي صلى الله عليه وسلم يجد في طياتها التطبيق العلمي الممنهج لأحكام الإسلام وتعاليمه، وإن من أكثر ما يميز الإسلام أنه قائم على الوسطية، ويحارب الغلو في العبادة الذي لا داعي له والتفريط الذي يودع صاحبه الهلاك، فمن خلال موقع لحظات نيوز سنتطلع على صورٍ من هذا الاتزان.

عبادة النبي صلى الله عليه وسلم المتوازنة 

مظاهر التوازن في شخصية الرسول في العبادة

حياة النبي صلى الله عليه وسلم تطبيق علمي لمعنى التوازن، فقد نهى الصحابة عن الغلو والعبادة التي تسبب مشقة لصاحبها، وأمرهم بالاقتداء به وبعبادته، وهو كان يصوم يفطر، ويقوم من الليل وينام أيضًا، في توازنٍ سلس لا يحمّل صاحبه أعباء القيام به.

ومنه أيضًا أنه نهى سعد أبي وقّاص -رضي الله عليه- أن يتبرع بكل ماله، وسمح له بالثلث فقط، لكيلا يدع نفسه للحاجة وسؤال الناس، ومنه أنه سمح للمجاهد بالإفطار في نهار رمضان في الحر، ومنه قصر الصلاة وجمعها ساعة السفر.

وكذلك أمر بموازنة الأمور بين العبادة وأمور الحياة اليومية، فنهى من حاول الهروب إلى الجبل للعبادة، وأمره بأن يجعل وقته متناسبًا بين أمور الحياة والعبادة، وهو بذلك تطبيق عملي لقوله”.. وإيَّاكم والغلوَّ في الدِّين، فإنَّما أَهلَكَ من كان قبلَكمُ الغلوُّ في الدِّينِ”،

 

شاهد ايضاً: أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأخلاق

فوائد التوازن في العبادة

الإسلام حين فرض التوازن في العبادة كان يريد بذلك أن يحقق أمور منها:

  • الاستمرار: الإسلام منهج حياة جاء ليدل الإنسان على الطريق الصحيح الذي من شأنه صلاح حياتها بجانبها الديني والمادي، ولذلك لابد للأحكام الشرعية أن تتناسب مع طبيعة النفس البشرية،
    • فهذه النفس من الضروري لها أن تكون جامعة للخيرية مع الوسطية؛ لأن تكليف النفس ما لا تطيق جملة واحدة من شأنه أن يودع صاحبها الملل وعدم الاستمرار.
  • التحكم بالنفس: التوسط يؤدي إلى تحكم دائم بالنفس بلا حماس مفرط من شأنه أن يذهب مع الوقت، ولا تكلف يُثقل النفس ويرهقها، وقد شبه العلماء النفس بالدابة،
    • إن كان صاحبها رفيقًا بها أعانته، وإن أثقل عليها وأرهقها قطعته، وهو مع النهي عن التفريط، ويدعو المسلم الاعتدال وعدم الغلو، بل ويمدح المسلم المعتدل.

شاهد ايضاً: قصة حياة الرسول مختصرة للأطفال ونشر الإسلام

شاهد ايضاً: قصائد في مدح الرسول صلى الله علية وسلم أحمد شوقي

التوازن في الإسلام عمومًا

الإسلام دين ممنهج جاء ليرشد الإسلام الطريق الصحيح الذي يستطيع من خلاله أن يقيم حياته الدينية والدنيوية، فكما أمره بعدم الإسراف في الملذات من مأكل ومشرب كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” 31 الأعراف.

أمره بالاعتدال في عبادته ويوازن بينها، لأن الله سبحانه وتعالى هو خالق النفس البشرية وهو يعلم ما تطيق وما لا تطيق.

الأمر بالتوازن في الإسلام والنهي عن الغلو من شأنه أن يكون أعظم دليل على هذا الدين الحق، فالنفس البشرية لها خبايا وأسرار لا يعلم عنها سواه سبحانه، فكان أدعى أن يضع لنا القالب المناسب لنا.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى