العلم والعلماء في الجزائر خلال العهد العثماني

4 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

المتأمل لدور العلم والعلماء في الجزائر خلال العهد العثماني يجد أن العلماء كانت لهم مكانة في الحياة الاجتماعية والسياسية في هذه الفترة، خاصة وأنها تعتبر واحدة من الفترات التي أنجبت كثيرًا من المحامد للمسلمين، فقد كانت معقلًا للمرابطين، وحماة الثغور، ومن خلال موقع لحظات نيوز نتعرف على دور العلم والعلماء في هذه الفترة الزمنية.

العلماء في الجزائر خلال العهد العثماني

العلم والعلماء في الجزائر خلال العهد العثماني

تمتع العلماء في هذه الفترة الزمنية بمكانة عالية في الحياة الاجتماعية والسياسية عند الحكام والشعوب، فقد تبوء العلماء مكانة سياسية عالية في هذه الفترة.

وتتميز هذه الفترة أيضًا بالثورة على الاستعباد وانقسام الأرض إلى جبة رجال السياسة والسلطة الذين يستمدون قوتهم من السلاح والبطش، وجبهة العلماء ورجال الدين والمرابطون الذين يستمدون مكانته من الشرعية الدينية.

وقد شارك العلماء ورجال الدين في الحياة الاجتماعية في مختلف المجالات، فراحوا يدرسون في الكتاتيب، ويقودون الجيوش في المعارك، يشتغلون في الحرف والمهن المتنوعة، بل وحتى القضاء وحماية الثغور.

مما جعل المؤرخين يطلقون عليهم، رجال الحكم والسياسة، كما لهم اليد الأولى في تحرير الجزائر من الأسبان حتى صار الحكام يعتمدون عليهم في تثبيت دعائم دولتهم.

دور العلماء في الجزائر في الدولة العثمانية

كان للعلماء دور كبير في مجالات الحياة المختلفة خلال العهد العثماني كان من أبرزها:

1-دور العلماء الديني في الجزائر

مر المغرب الإسلامي بعدة اضطرابات في الحياة الاجتماعية خاصة بعد سقوط الأندلس على أيدي الأسبان، منها ظاهرة التكفير التي كادت أن تعصف بالمتجمع الإسلامي.

في هذه الأثناء ظهر مجموعة علماء يحاولون البقاء على تعاليم الدين الحنيف، والدفاع عنه في وجه الضغوطات التي تواجهه خاصة على أيدي المتطرفين، الذي وصل بهم الحد إلى تكفير عامة المسلمين.

كما كان للعلماء دور هام في الوقوف أمام الآفات التي انتشرت في هذا الوقت، كالإدمان على الخمر، والذي أدى إلى انتشار الفواحش، وشرب الدخان الذي اختلف العلماء في تحريمه.

فصار العلماء ينشرون الوعي من أجل الابتعاد عنها، في المقاهي والشوارع والساحات العامة، وصار على البايات والبشوات تنظيم المجالس التي تتناول هذه الموضوعات.

2- دور العلماء السياسي في الجزائر

تطورت الحياة السياسية في الجزائر خلال العصر العثماني خاصة مع وجود الخلافات السياسية داخل الجزائر وخارجها، والتي عمل العلماء على الوقوف في وجهها وحلها لكيلا تظهر الفتن والصراعات.

وقد عرفت الجزائر أحداثًا تاريخية كثيرة خلال العهد العثماني، التي لم يكن العلماء بمنأى عنها فباتت حاضرت واضحة في كتبهم ومؤلفاتهم، رغم الضغوطات والشروط التي كانت تضعها عليه السلطة السياسية التي لا يجوز لها الخروج عنها.

ويرى العلماء أن الحاكم العثماني لم يطور العلاقة بين المؤرخ وبيئته التي من شأنها صناعة الهوية وربط الجزائريين بكيانهم السياسي ودول المغرب العربي الأخرى.

3- دور العلماء الاجتماعي في الجزائر

أخذ موضوع المرأة ودورها في بناء الأخلاق رعاية كبيرة لدى العلماء والفقهاء المسلمين في هذا الوقت، فراحوا يبينوا الأحكام والقواعد التي تجب عليها في سلوكها ومعاملاتها.

وتوضح الشواهد تدني الأوضاع الاجتماعية التي عاشتها المرأة في الجزائر خصوصًا في المناطق الريفية، خاصة بسبب الجهل العام بالدين الذي كانت تعاني منه هذه المناطق.

فظهر السلب والنهب والتمسك بالعادات الجاهلية كحرمان المرأة من الإرث فإذا مات زوجها ورثه أخوه دون أن يكون لزوجته حق في الميراث.

هذا بخلاف حياة المرأة في المدن التي كانت تخرج في الشوارع وزيارة الحمامات، التي حرص العلماء على الحد من خروج المرأة من بيتها على خلفية ما يحدث من الفتن، ونبذ التبرج والتعطر.

كانت الحياة في الجزائر خلال العصر العثماني تمر بعواصف وفتن كثيرة خاصة بسبب الحروب التي كان يشنها عليها الأسبان في هذا الوقت، ألا أن علماء المسلمين حاولوا الوقوف عليها والحد منها.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى