تعريف الإلهام | ما هو الإلهام في الإسلام؟

يبحث الكثير من الناس عن تعريف الإلهام، وعن ماهية الإلهام في الإسلام، لعدم معرفتهم بطبيعة الإلهام والعلم بالمغيبات، لذلك يقدم موقع لحظات نيوز الإجابة عن سؤال ما هو الإلهام، مع ذكر معناه لغةً واصطلاحًا، وسرد أقوال أهل العلم عنه في الإسلام، مع أهم شروطه وأقسامه، والحكمة من وجوده.
ما هو الإلهام
الإلهام في اللغة هو مصدر الفعل ألهم، أي لنـ فعندما يُقال ألهمه الله الأمر يعني لقنه ‘إياه، أما الإلهام اصطلاحًا فهو أن يُلقي الله تعالى في نفس العبد ما يدفعه لعل أمر ما أو تركه، ويطمئن به القلب والصدر، والإلهام يخص الله تعالى به بعض عبادة وأولياؤه الصالح,ن الذي استقاموا على شرعه ودينه في القول والعمل والاعتقاد، وفي الباطن والظاهر،
والأصل الذي يدل عل الإلهام ويثبته قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنَّه قدْ كانَ فِيما مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وإنَّه إنْ كانَ في أُمَّتي هذِه منهمْ فإنَّه عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ” (صحيح البخاري)، والمحدثون هم الملهمون الذين يلقنهم الله تعالى، ويجري على ألسنتهم الحق والصواب،
وعلى المسلم أن يعي الفرق بين الإلهامات الإلهية والإيحاءات الشيطانية، فالإلهامات الإلهية لا تكون إلا لمن كان ظاهره مثل باطنه وموافقًا لشرع الله تعالى، أما الإيحاءات الشيطانية فتكون لأولياء الشيطان والمبتدعين، والمبتعدين عن شرع الله تعالى،
أقوال أهل العلم عن الإلهام في الإسلام
أطلق أهل العلم على هذا النوع من العلم بالمغيبات الكشف، وجنس هذا العلم يحدث للبر والفاجر، والمسلم والكافر، فقد يلقي الشيطان بعض الأمور الغيبية علي لسان أي شخص، ليفتن الناس خاصة إذا كانوا جاهلين، ويجب على المسلم أن يدرك ويعي الفرق بين الإلهامات الإلهية والإيحاءات الشيطانية حتى لا يقع في شرك المبطلين.
واتفق جمهور العلماء على أن الإلهام ليس مصدر من مصادر التشريع، ولا حجة، وخالف بعضهم هذا القول، ونصر أبي زيد الدبوسي الحنفي قول جمهور العلماء قائلًا إنه خيال لا يجوز العمل به إلا عند فقد الحجج كلها في باب ما أبيح به بغير علم.
كذلك الحنابلة لا يقولون بحجية الإلهام، والإلهام عند ابن تيمية حق وليس باطل، وقام بوضعه في مرتبة الحقيقة في الكتاب والسنة، والخلاصة أن المعتد به في المذاهب الأربعة هو أن الإلهام ليس مصدر من مصادر التشريع ولا يؤخذ به كحجة،
شروط الإلهام في الإسلام
للإلهام في الإسلام عدة شروط، تشمل ما يلي:
- أن يكون الإلهام في الترجيح بين المباحات، أو في مواطن الاشتباه التي لا يمكن التحقق فيها من الحكم الشرعي بسبب تكافؤ الأدلة.
- ألا يخالف الإلهام الأحكام الشرعية، فإن عارض الحكم الشرعي كان باطل.
- أن لا يعتقد أن الأمر الذي رجحه الإلهام هو حكم الله تعالى، فالإلهام لا عصمه معه.
أقسام الإلهام في الإسلام
ينقسم الإلهام في الإسلام إلى قسمين، هما يلي:
- القسم الأول هو إلهام الوحي وله طريقتان، الأولى منهما أن يجعله الله بلا واسطة، والطريقة الثانية أن يجعله الله بواسطة ملك من ملائكته، ليُلقي العلم الصادق، والخير، والثبات في قلوب العباد، ونستدل على ذلك من قول الله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: الآية 12].
وورد لفظ في القرآن الكريم في قول الله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [سورة الشمس: الآية 8]، وورد في تفسير معنى الإلهام في تلك الآية أمران، أولهما: أن المراد بالإلهام هو التعريف، والبيان والتعليم، أي أن الله علم هذه النفس طريق الطاعة والخير، وطريق الشر والمعصية، والأمر الثاني: أن الإلهام هو هدى النفس المؤمنة إلى الإيمان والعمل الصالح، والتُقى.
ونستدل على ذلك من قول الله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [سورة الحجرات: الآية 7]، وكما هدى الله النفس المؤمنة، هدى النفس الكافرة فالله هو الخالق لأفعال العباد، بخيرها وشرها.
فالإلهام الأول هو هداية البيان العام للناس أجمعين، أما الإلهام الثاني فهو هداية التوفيق المختصة لأهل الطاعة، أو هداية الخذلان المختصة لأهل المعصية، وهذا المعنى أقوى، لكن الأول لازم له،
- القسم الثاني هو إلهام الوسوسة وهذا الإلهام مذموم، ويكون بواسطة وسوسة ونزغ الشيطان، وإيحائه، وتزيينه عمل السوء، مع صده عن العمل الصالح.
الحكمة من وجود الإلهام
الإلهام المحمود في الإسلام هو عبارة عن كرامة يكرم بها الله من يشاء من أوليائه لينتفعوا بها في أمورهم الدينية، حيث يمنعهم من الإقبال على المعاصي، أو في أمورهم الدنيوية ليكشف لهم كربًا أو يدفع ضرر، ومثال على ذلك: ما حدث من إلهام لأم موسى صلى الله عليه وسلم أن تلقيه في اليم.
وإلهام النفس المؤمنة هو الهدى، وهو عبارة عن ثمرة إخلاص للنفوس التي تعمل لله تعالى، وتداوم على عباداته، وهو من نعمة الله وإحسانه عليها، وهو إلهام عام للمؤمنين بحسب إيمانهم، لأن كل مؤمن يلهمه الله الرشد بعد الإيمان.
وإلهام النفس الفاجرة هو عقوبة لها لعدم إخلاصها لله تعالى، وتركها ما خلقت له، وما فطرت عليه من تقوى الله وعبوديته، وكل ذلك دليل على حكمة الله البالغة، وعدله التام.
في نهاية المقال يكون قد تم التعريف بالإلهام لغة واصطلاحًا، كما تم سرد أقوال أهل العلم عن الإلهام في الإسلام، بالإضافة لشروطه وأقسامه، مع ذكر الحكمة من وجود الإلهام.