قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال (17) | قصة يونس عليه السلام.. النبي الذي أنقذه الاستغفار من بطن الحوت

الكثير من الآباء يبحثون عن قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال، لاستخلاص أهم العبر والقيم الإنسانية والدينية المهمة لتربية الأطفال، لذلك يعرض موقع لحظات نيوز قصة يونس عليه السلام، ورحلته لدعوة قومه، مع ذكر أثر تسبيحه في كشف البلاء عنه، مع سرد دروس وعبر مستخلصة من قصة نبي الله يونس.
قصة يونس عليه السلام
نبي الله يونس بن متى –عليه السلام-، وقيل إن نسيه يتصل بنسل بنيامين شقيق يوسف -عليه السلام-، ويونس هو عبد من عباد الله الأوفياء المخلصين، ولقب بذا النون صاحب الحوت.
اصطفاه الله تعالى ليكون رسول لقومه من أهل نينوى بالعراق لدعوتهم لعبادة الله تعالى وحده، والإخلاص في توحيده، ولينهاهم عن عبادة الأوثان، وليحذرهم من عذاب الله تعالى إذا رفضوا دعوته ورفضوا عبادة الله الواحد.
لم ينصت له قومه ولم يؤمنوا به وبدعوته، فنفر يونس منهم وضاق صدره، توعدهم بأن عذاب الله تعالى عليهم سيكون خلال ثلاثة أيام، وخرج يونس-عليه السلام- قبل إذن الله له بالخروج، وظن أن الله تعالى لن يؤاخذه بهذا الخروج، لأنه قام بكل ما يستطيع في سبيل نشر دعوته وإخبار الناس بها، لكن على الرغم من ذلك لم يستجب أحد له.
وعندما خرج نبي الله يونس بدأ يحل على قومه بوادر العذاب لذي توعدهم به من الله تعالى، فحلت السحب السوداء، وانتشر الدخان، فأيقن القوم أن عذاب الله واقع لا مفر، فخافوا وبحثوا عن يونس –عليه السلام-، ليهديهم إلى طريق التوبة لله تعالى من الشرك، وعبادة الأصنام، ورفض الوحدانية.
فندموا على ما بدر منهم لنبي الله، ولبسوا المسوح ووضعوا على رؤوسهم الرماد، وتضرعوا لله تعالى، وبكوا حتى كشف الله عنهم العذاب بقوته وحوله، وكانت ساعة عظيمة رحمهم الله فيها من العذاب،
بلاء يونس عليه السلام
لما خرج يونس من نينوى أقبل على قوم وركب معهم سفينتهم، وعندما وصلوا إلى منتصف البحر تمايلت السفينة واهتزت، ولم يجدوا طريقة للنجاة سوي أن يلجئوا لتخفيف الحمل عن السفينة عن طريق إلقاء أحدهم في البحر.
وقاموا بعمل قرعة على من يلقي بنفسه في البحر، فخرج سهم على يونس عليه السلام، لكنهم التمسوا فيه الصلاح؛ فلم يحبذوا أن يلقي بنفسه في البحر، فقاموا بإعادة القرعة ثلاث مرات.
وفي كل مرة كن يخرج سهم على يونس –عليه السلام-، فلم يجد نبي الله يونس أمامه خيار سوى أن يُلقي بنفسه في البحر، وظن أن الله تعالى سينجيه من الغرق، وبالفعل أرسل الله له حوت والتقمه.
وعندما دخل يونس لبطن الحوت ظن أنه مات، لكنه أدرك أنه مازال على قيد الحياة فسجد لله تعالى شكرًا لأنه حفظه ونجاه من الغرق، ولم يصبه أي مكروه، فلم يكسر له يد ولا رجل، وبقي يونس –عليه السلام- في بطن الحوت لمدة ثلاثة أيام، وسمع أصوات غريبة لم يفهمها، فأوحى الله تعالى له أنها تسبيح مخلوقات البحر لله.
فأخذ يسبح هو أيضًا قائلًا: ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، وأمر الله الحوت أن يقذفه على اليابسة، وأنبت الله له شجرة من نبات اليقطين ليستظل بها، ويأكل من ثمارها، وقال الله تعالى في كتابه العزيز: {فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (144) ۞فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ (145) وَأَنۢبَتۡنَا عَلَيۡهِ شَجَرَةٗ مِّن يَقۡطِينٖ} [صورة الصافات:الآيات 143-146].
عاد يونس بعد ذلك إلى نينوى، فوجد قومه قد آمنوا بالله تعالى، وأخلصوا له، ووحدوه، وبقي معهم لفترة طويلة وهم على صلاح، وخير، وتقوى، حتى عادوا إلى كفرهم وضلالهم مرة أخرى، فنزل عذاب الله عليهم وأخذهم جميعًا، ودمر مدينتهم، ليصبحوا عبرة للأقوام من بعدهم، وقيل إن يونس –عليه السلام- دفن في ساحل صيدا بعد وفاته،
دروس وعبر من قصة نبي الله يونس
هناك العديد من العبر التي يمكن استخلاصها من قصة دعوة يونس –عليه السلام- لقومه، منها ما يلي:
- عدم الغصب، فقد خرج يونس من عند قومه وكان غضبان عليهم، وعلى عدم نزول العذاب الموعود عليهم، وظن أن الله تعالى سيرسله ليدعوا أقوام آخرين، لكن حكمة الله كانت الهداية المتأخرة لقومه.
- عدم الاستعجال، فقد قال الله تعالى: فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يوم يُبۡعَثُونَ * فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ * وأنبتنا عليه شَجَرَةٗ مِّن يقطينٖ} [سورة الأنبياء: 187]، وهذه إشارة على أنه كان يجب على يونس ألا يستعجل في ترك قومه دون إذن الله تعالى، بل كان عليه أن يستمر في توجيههم.
- التسبيح بالصيغة التي ذكرها يونس- عليه السلام-، فهي شاملة للتوحيد والتسبيح معًا.
- الصبر على تحقيق الغايات، حتى وإن تأخرت.
- الداعي لله تعالى عليه أن يتحلى بالصبر في دعوته، حتى يصل إلى غايته العظيمة.
في نهاية المقال يكون قد تم سرد قصة يونس عليه السلام، مع ذكر بلاءه وأثر تسبيحه على كشف البلاء، مع ذكر أهم وأبرز دروس وعبر من قصة نبي الله يونس.