قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال (19) | قصة موسى من التربية في بيت فرعون إلى دعوة عبادة الله

يبحث الكثير من الآباء والمعلمين عن قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال، لتعليمهم أهم القصص والعبر المستفادة منها، لذلك يعرض موقع لحظات نيوز قصة موسى بداية من التربية في بيت فرعون إلى دعوة عبادة الله، نهايةً بخروجه مع قومه من مصر وحدوث معجزة انشقاق البحر وهلاك فرعون ومن معه.
تربية موسى عليه السلام في بيت فرعون
أتمت أم موسى رضاعته وقامت بتسليمه إلى قصر فرعون، وكان موسى –عليه السلام- محبوب من الجميع، فكان لا يراه أحد إلا أحبه، وتربى هناك بحفظ الله، ورعايته، وعناية، وضم قصر فرعون أعظم المربين والمدرسين، والمدربين، والمثقفين.
وكانت مصر دولة عظمى، بل أعظم دولة في الأرض، وكان من الطبيعي أن يكون حاكمها أقوى ملوك الأرض، وتربى موسى أعظم تربيه تحت يد أعظم المدرسين، في بيت عدوه، وتلك هي مشيئة الله تعالى وقدره، وكان موسى يعلم أنه ليس ابن فرعون، وأنه من بني إسرائيل، وكان على دراية باضطهاد رجال فرعون وأتباعه لبني إسرائيل،
حادثة القتل الخطأ
عندما بلغ موسى أشده وأصبح شاب دخل المدينة على حين غفلة من أهلها في وقت خلو الناس منها، ورأي رجلين يقتتلان، أحدهما من بني إسرائيل والآخر قبطي، فطلب الذي من بني إسرائيل من موسى أن ينصره، فتدخل موسى وأزاح بيده الرجل القبطي فقتله، لكنه لم يكن يقصد أن يقتله، لكن صادف ذلك انتهاء أجله، فمات وذلك يعد قتل خطأ.
وتوجه موسى إلى الله تعالى بالتوبة معترفًا بذنبه، طالبًا منه المغفرة، لأنه ظلم نفسه بهذا الفعل، فقد نتج ذلك عن شدة غضبه، وكان بإمكانه أن يتحكم في غضبه وألا يفعل ذلك، وغفر الله تعالى له، ولم ينتشر خبر مقتل الرجل القبطي لأن ذلك كان وقت الراحة.
وظل موسى يترقب ما سيحدث له، ولقي الرجل من بني إسرائيل الذي استغاث به من قبل يقتتل مرة أخرى مع رجل آخر، وسأله مرة أخرى أن ينصره، فسعى لتحقيق التراضي بين الطرفين، ثم أرشده الرجل إلى الخروج من المدينة خوفًا عليه من الانتقام للرجل القبطي الذي قتله سابقًا، فخرج متوجه إلى مدين،
موسى عليه السلام في مدين
عندما خرج موسى من مصر متوجهًا إلى مدين، نزل في مكان يجتمع فيه الناس للسقاية، ورأى فتاتين تنتظران سقاية أغنامهما، فأقبل عليهم موسى ليسألهم عن سب وقوفهم، فأخبراه أنهما تنتظران السقاية، وأن أباهما شيخ كبير لا يقوى عليها، فسقى لهم موسى.
وعندما أخبرا الفتاتين أباهما بما حدث معهم، طلب من إحداهما إحضار موسى ليشكره على ما فعل، فذهبت الفتاة وطلبت منه أن يذهب معها لأبيها، وكانت شديدة الحياء، فشكره الشيخ الكبير على ما فعل مع ابنتيه.
وكانت إحداهما قد اقترحت استئجار موسى للسقاية، وعرض الشيخ على موسى أن يزوجه إحدى ابنتيه مقابل العمل في السقاية لمدة ثمانية أعوام، فوافق موسى وقضى تلك المدة في مدين بعد أن تزوج، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى،
بعثة موسى عليه السلام
عاد موسى –عليه السلام- إلى مصر، وعند ذهابه للبحث عن نار في الليل، لم يجد، ثم رأي بعدها نار إلى جانب الجبل فذهب إليها وحده، ثم سمع صوتًا يكلمه ويخبره أنه رب العالمين، وأنه اصطفاه ليدعوا الناس لتوحيد الله وعبادته، وأن يوم القيامة واقع؛ ليجازي الله كل عبد بما فعل في حياته.
وسأله الله تعالى عن العصا التي يمسكها، على الرغم من أن الله تعالى أعلم بها، فأخبره موسى أنه يعتمد عليها في رعي الأغنام، ويتوكأ عليها، وفي أمور أخرى، وطلب منه الله تعالى أن يلقيها فألقاها فتحولت إلى حية تسعى، ففزع موسى..
.، لكن الله تعالى طمأنه وأخبره أنه سيرجعها كما كانت، وأمره أن يدخل يده في جيبه، فخرجت بيضاء مضيئة، فأعادها إلى جيبه، فعادت إلى طبيعتها، وأجرى الله العديد من المعجزات لتأييد موسى -عليه السلام- ورسالته.
وأمره بأن يتوجه إلى فرعون ليدعوه للتوحيد وعبادة الله الواحدـ واتباع أوامره، فدعاه موسى ليشرح صدره، وييسر أمره، وأن يدعمه بإرسال أخيه هارون معه، فاستجاب له الله،
مواجهة موسى عليه السلام لفرعون
وصل موسى إلى مصر، والتقي بأخيه هارون، وذهبا معًا إلى قصر فرعون، وأذن لهاما بالدخول، ودعاه موسى لتوحيد الله تعالى، والتوقف عن ظلم بني إسرائيل، فاستخف فرعون بقول موسى، ورفض دعوته، وذكره بتربيته ورعايته له، وبقتله للرجل القبطي، فكان رد موسى – عليه السلام- أن ذلك كان عن غير عمد، ووضح له أنه رسول الله إليه هو أخيه هاون -عليه السلام-.
فسألهما فرعون عن ربهما، فأجاباه أنه الله الواحد، خالق كل شيء، فاستهان فرعون بالإجابة مرة أخرى، ثم كذب موسى وأخيه أمام قومه، واتهمهما بالجنون، فكان رد موسى أن أظهر لهم المعجزات التي أيده الله تعالى بها، لتدعم صدقه.
فتعجب فرعون مما رأى من معجزات، وطلب مشورة قومه، فأخبروه أن موسى وهارون ساحران، وأنهما يخططان للاستحواذ على ملكه، وأرشدوه إلى مجموعة من السحرة ليستعين بهم لإبطال سحرهم،
مواجهة موسى عليه السلام لسحرة فرعون
اجتمع فرعون بالسحرة وأخبرهم بما رآه من معجزات موسى، وطلب منهم أن يبطلوا ما جاء به موسى، فكان ردهم أنهم سيغلبونه، فاتفق معهم على الأجر، وعلى أن يكونوا من المقربين منه.
وحينما تمت المواجهة وألقى موسى عصاه، آمن السحرة برب موسى وهارون، لأنهم عرفوا أنها معجزات من الله تعالى وليست من السحر في شيء، وأن موسى وهارون نبيان من عند الله.
فغضب فرعون وأدعى أن موسى هو علمهم السحر، وأنهم تابعون له، وأمر بصلب السحرة، واستمر في إنكار رسالة موسى، وأمر وزيره هامان أن يبني له قصر شديد العلو، ليصل إلى السماء، ويرى إله موسى.
وكان قد آمن بني إسرائيل مع موسى وهارون، فأمرهم الله أن يسكنوا بيتوتًا في مصر، وأمره أن يعظ المؤمنين ممن معه، وأن يبشرهم بنعيم الآخرة، بعد ذلك هم فرعون بقتل موسى بحجة الخوف على قومه من أن يخرجهم موسى من دينهم، وينشر الفساد في الأرض.
فاستنكر ذلك القول رجل مؤمن من آل فرعون لكنه كان يخفي إيمانه، وقال له: إن موسى جاء بالبينات من ربه، وأنه إذا كان كاذبصا فسيظهر الله كذبه، وإن كان صادقًا فإن السوء سيصيبه، فاقتنع فرعون وتراجع عن قتل موسى، إلا أنه استمر في اضطهاد أتباع موسى.
طلب موسى من قومه أن يصبروا على ظلم فرعون، وأن يتمسكوا بحبل الله، لكن فرعون قد تجاوز الحد في ظلمه وطغيانه، فدعا موسى وهارون على فرعون وأعوانه بالهلاك، فابتلاهم الله بنقص المحاصيل والأمطار، وعندما استمروا في الطغيان والتكبر، أرسل الله عليهم الجراد، والقمل، والطوفان، والدم، والضفادع، وذلك كله من آيات عذاب الله لهم،
خروج موسى مع بني إسرائيل من مصر ومعجزة شق البحر
أمر الله تعالى موسى أن يخرج مع المؤمنين من قومه ليلًا، فعلم فرعون بذلك ولحقه هو وجنوده ليمنعهم من الهروب من مصر، وأدركوا أن موسى وأتباعه قد وصلوا إلى البحر، ففزع قوم موسى، لأنه لا سبيل للهرب في البحر، ولأنهم غير قادرين على هزيمة فرعون وجنوده، فطمأنهم موسى بأن الله لن يتركهم.
وأوحى الله تعالى إلى موسى أن يضرب بعصاه البحر، فانشق البحر إلى نصفين، وظهرت يابسة يحيط بها الماء من الجهتين،وأمره الله أن خيمضى مع قومه من خلال هذا الطريق، وكان فرعون وجنوده ورائهم، وكادوا أن يدركونهم، ومضى فرعون ورائهم، واستخف بما ينتظره من عذاب الله، فأغرقه الله ومن معه، ولم يبق أحدًا منهم، ونجى موسى وقومه.
في نهاية المقال يكون قد تم سرد قصة موسى –عليه السلام من التربية في بيت فرعون إلى دعوة عبادة الله، مرورًا بمواجهة موسى عليه السلام لفرعون، وسحرته، وحتى خروجه مع قومه من مصر، وانشقاق البحر وهلاك فرعون وجنوده.