هل كان الرسول ينام في العشر؟ أعمال رسول الله في العشر الأواخر من شهر رمضان

4 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك تمنح للمسلم فرصة إقامة علاقة جديدة مع نفسه ومع الله عز وجل، ويشغل أذهان الكثير هل كان الرسول ينام في العشر؟ وما هي أعمال رسول الله في العشر الأواخر من شهر رمضان، ومن خلال موقع لحظات نيوز نتعرف أكثر عن فضل تلك الليالي العشر من شهر رمضان.

هدي النبي في النوم في العشر الأواخر

هل كان الرسول ينام في العشر

كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام بعد العشاء، ثم يستيقظ، ويقضي بقية الليل في الصلاة بدلًا من أن يكون من هديه السهر في بداية الليل.

وكان مما روت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينام أول الليل ويحيى آخره.

وقال بن القيم:” مَنْ تَدَبَّرَ نَوْمَهُ وَيَقَظَتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَدَهُ أَعْدَلَ نَوْمٍ، وَأَنْفَعَهُ لِلْبَدَنِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْقُوَى، فَإِنَّهُ كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَيَسْتَيْقِظُ فِي أَوَّلِ النِّصْفِ الثَّانِي، فَيَقُومُ وَيَسْتَاكُ، وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، فَيَأْخُذُ الْبَدَنُ وَالْأَعْضَاءُ، وَالْقُوَى حَظَّهَا مِنَ النَّوْمِ وَالرَّاحَةِ، وَحَظَّهَا مِنَ الرِّيَاضَةِ مَعَ وُفُورِ الْأَجْرِ، وَهَذَا غَايَةُ صَلَاحِ الْقَلْبِ وَالْبَدَنِ، وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ“.

وفقا لحديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي كان يستعين في حياته على قضاء معظم الليل في العبادة خلال الأيام ال 10 الأخيرة من رمضان.

أهم الأعمال في العشر الأواخر من شهر رمضان

لقد وصل الأمر إلى النقطة التي يتعين فيها على المسلمين استثمار الأيام العشرة الأخيرة من رمضان في الأوقات الفاضلة والأنفاس الإلهية المباركة، واحتضان كل لحظة والتنفس فيها بطاعة وقرب، لذلك اعتاد الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين على القيام بذلك من أجل الإفطار على لقيمات وتأجيل تناول وجبة السحور حتى لا يضيع الوقت في الطعام، ومن أهم الأعمال التي يستطيع المسلم أن يعملها خلال تلك الأيام المباركة ما سنعرضه في السطور التالية.

1 – ترك الخصومة والحسد

أول وأهم عمل في العشر الأواخر من رمضان هو ترك الشجار والبغضاء، وتنقية القلوب من الحقد والحسد للمسلمين.

وكانت الخلافات والمشاجرات سبباً في رفع تعيين ليلة القدر، وربما يكون ذلك سبباً في حرمان النعمة والمغفرة في هذه الفترة، ومن أراد مغفرة الله فليبادر في هذه العشر الأواخر بالعفو عن الناس.

فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:” خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: “خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم“.

2 – الاعتكاف

والاعتكاف هو البقاء في المسجد بنية الاعتكاف، وهذا لا يكون إلا في المساجد، حيث قال الله تعالى:” ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد“، وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، وعام وفاته اعتكف عشرين يوماً، والحكمة من الاعتكاف الانعزال عن الدنيا والناس، وهو بمثابة حمية روحية سنوية.

يقول ابن القيم مبينًا الحكمة من الاعتكاف خلال تلك الأيام العشر أن:”‌ عكوف ‌القلب على الله تعالى وجمعيته عليه، والخلوة به والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه، بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته فيستولي عليه بدلها ويصير الهم كله به والخطرات كلها بذكره والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه، فيصير أنسه بالله بدلا عن أنسه بالخلق فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه“.

3 – تحري ليلة القدر

إن فهم أقوال المفسرين فيما يتعلق بالأساس المنطقي لتسمية ليلة القدر يكشف لنا روعة هذه الليلة، وخطر تجاهلها، وأهمية الاجتهاد فيها، حيث سميت ليلة القدر لأن الله قضى فيها بأحكام أحداث السنة، حيث قال الله عز وجل في حقها:” فيها يفرق كل أمر حكيم“.

كان في هذا المقال تعرفنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النوم في هذه الليالي العشر، وأبرز الأعمال التي ينبغي على المسلم الاجتهاد فيها، حتى ينال الثواب الكبير من مغفرة الله ورضوانه والعتق من النيران في هذا الشهر الفضيل، حتى تكون بداية لعلاقة جديدة مع ربه أساسها التقوى والرجاء.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى