نماذج من صبر الأنبياء وأكثر الأنبياء صبرًا

توجد في قصص الأنبياء أسوة حسنة، وذكرت تفاصيل سعيهم ومحاولتهم لدعوة الإيمان بالله في القرآن الكريم، وعندما نتمعن في قصصهم نأخذ منهم عبرة وقوة، وصبر الأنبياء على بلاءات صعبة وشديدة جدًا، ولكنهم ظلوا صابرين ومحتسبين، وقوم موقع لحظات نيوز بعرض بعض نماذج الأنبياء الذين صبروا على ابتلاءات الله عز وجل.
صبر سيدنا أيوب على المرض والبلاء
كان نبي الله أيوب رجل صالح وتقى، يدعوا لعبادة الله وينصح الناس لأتباع ملة جده إبراهيم عليه السلام، وكان أيوب لديه أولاد وأهل عددهم كبير، ويمتلك المال والجاه، وكان أيوب عابدًا لله ومتقرب منه، وكان سخيًا في كل أفعاله حتى أصحبت الملائكة تصلى عليه، فعندما سمع إبليس قال إن أيوب يعبد الله بسبب ما أنعم به عليه من مال وخدم وأولاد وصحة، وأن فقد ما أنعم الله عليه به، لن يشكر الله أبدا.
فسلط الله جنوده على أيوب ليحرقوا ما امتلك من مال وسلطة، وفقد جزء من أهله، وكان أيوب في كل مرة يأتيه نبأ هلاك احد من أهله أو فقد شيء من ممتلكاته، كان يقول “إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أعطى، ولله ما أخذ”.
وفي يوم أصيب أيوب عليه السلام بابتلاء في جسده وكان ابتلاء شديد، لم يبقى منه سوى قلبة ولسانه ظل يذكر الله بهم وفي قلبه ظل محتسب ما إصابة عند وفي يوم من الأيام سمع أيوم حديث أحد مع صاحبه يقول لو كان الله علم من أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا؟
فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يجزع من شيء قط فقال ““ فما رفع رأسه حتى كشف عنه الله ما في جسده من مرض.
صبر نبي الله نوح على قومه ودعائه لهم
عاش نوح عليه السلام 950 عام، ورغم ذلك لم يؤمن معه إلا القليل، ويقال أن عددهم كان يقارب الثامنين شخص طوال هذه الأعوام، ولكن لم ييأس نوح عليه السلام وظل صابراً وينصح الناس ويرشدهم ويدعوهم لعبادة الله الواحد الأحد.
وصبر نوح على مكر قومه وما أتوا بيه من أذي، وظلوا يسخرون منه ومن دعوته لله، حتى زوجته لم تؤمن به ولم تصدقه، حتى أنه صبر على كفر أبنة واتباعه للقوم الظالمين.
حتى أوحى الله عز وجل إلى نوح أن يصنع سفينة، وأصبح يزرع الشجر من أجل استغلال أخشابها لصناعتها، وسعى أن يصنع السفينة في حجم كبير حتى يساعد أكبر قدر من الناس في النجاة، وأن يأخذهم معه ولا يهلكون.
وكان الكفار يمرون عليه وهو يقوم بالنجارة وصناعه السفينة ويسخرون منه، فكانت المدينة جافة لا يوجد بها بحر ولن تصل إلى الماء، حتى جاء اليوم الحق، وفار التنور وأصبحت المياه تنتشر في كل مكان، فذهب نوح مسرع إلى السفينة ويدعوا المؤمنين لدخولها، ونزل جبريل عليه السلام إلى الأرض وأصبح يساعد نوح عليه السلام حتى يأخذون من كل زوجين اثنين من الحيوانات والطيور للحفاظ عليهم.
وظل نوح يدعو قومه للصعود والنجاة وأن أمر الله نافذ، وانهم سيهلكون، ولكن لم يستمع له أحد حتى ابنه وزوجته، وارتفعت المياه الجارية وأمطرت السماء ماء غزير اغرقهم، وشاء الله أن يغرق ابنه بعيدًا عن عينه لحزن نوح عليه السلام على ابنه.
ونجا نوح عليه السلام ومن آمن به وبالله الواحد الأحد، ولم يبقى على وجهه الأرض من شيء، وهبطت السفينة بعد أن انتهى الطوفان فأطلق نوح عليه السلام الطيور والحيوانات وبدء في صناعة الحياة الجديدة ورعاية من آمنوا به.
صبر سيدنا محمد عليه السلام
صبر رسول الله صبرًا شديدًا على أذى قومه، فقد عانى الرسول الكريم من أذى أهل قريش له، ولم يؤمنوا به، ومر النبي الكريم بألم الفقد إذ فقد عليه السلام زوجته وأولاده وظل صابرًا وحليمًا.
وكان أهل قريش أكثر من سعر لضرر النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا يلقون الحجارة على النبي الكريم وهو يسير في أرجاء مكة، وكان النبي عندما يصلي في حجر الكعبة، يأتي من خلفه عقبة بن معيط ليخنق النبي بثوبه، حتى أنقذه أبو بكر الصديق.
وكان عم النبي أبو جهل أكثر الناس بحثا عن إيذاء الرسول والاستهزاء به وبما يدعو إليه، وفي يوم كان النبي يصلى عند الكعبة المشرفة ، حتى أمر أبو جهل بإلقاء أحشاء ناقة ذبحت قريبًا على النبي وهو يصلي، وقام أحد الجالسين بفعل ذلك، وظل الكفار يضحكون ويستهزئون بالنبي، ولم يقدر أحد على إزالة الأذى عن النبي، حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها وإزالته عن النبي وهي تبكي.
وإن اتبعنا كل ما هو موجود في سيرة الأنبياء سنرى جميع صور الصبر الإصرار على دعوة الله عز وجل، ودعوة الناس بكل الطرق لعبادة الله فهي مسؤولية كبيرة يجب أن يؤديها، ولنا في قصة حياتهم وصبرهم عبرة حتى نتعلم الصبر والإصرار على ما نريده.