أعمال الرسول في المدينة والأسس الثلاثة التي أقامها الرسول هناك

4 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

ما هي أعمال الرسول في المدينة والأسس الثلاثة التي أقامها الرسول هناك؟ وما هو أول عمل قام به الرسول بعد هجرته للمدينه؟ تعد الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة الأساس الذي قامت عليه الدولة الإسلامية، وسنتعرف من خلال موقع لحظات نيوز على أهم الأعمال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم عند وصوله المدينة، والأسس الثلاثة التي قامت عليها الدولة الإسلامية.

أعمال الرسول في المدينة والأسس الثلاثة التي أقامها الرسول هناك

فور وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بدأ يؤسس لقيام الدولة الإسلامية، ولذلك قام بوضع ثلاث أسس أنشأت الدولة على أساسها، كما قام بالعديد من الأعمال التي ساعدت على قيام دولة قوية قائمة على المحبة والإخاء والجهاد في سبيل الله، وسنذكر لكم ذلك بشيء من التفصيل فيما يلي:

أولًا: بناء المسجد النبوي

أعمال الرسول في المدينة والأسس الثلاثة التي أقامها الرسول هناك

إن بناء المسجد هو أول وأهم ركيزة في بناء المجتمع، وهو بذلك هو الأساس الأول الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم فبمجرد وصول إلى المدينة وبدأ في الإستقرار فيها عقد العزم على إقامة مجتمع إسلامي راسخ ومتماسك، فكانت الخطوة الأولى في سبيل ذلك هو بناء المسجد.

اختار الرسول صلى الله عليه وسلم أرض لغلامين لبناء المسجد النبوي وهو المكان الذي بركت فيه ناقته، وقد كانت لغلامين يتيمين رفضوا بيعها ووهبوها للرسول دون بيع ولكن لم يقبل الرسول ذلك.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا بَنِي النَّجَّارِ ثامِنُونِي بحائِطِكُمْ، قالوا: لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ، إلَّا إلى اللَّهِ” [صحيح البخاري].

أصبح المسجد مركرًا لنشر الدعوة الإسلامية ومبادئ وتعاليم الدين الإسلامي، ومكان يجتمع فيه المسلمون للعبادة والتعليم والقضاء والتداول في حياتهم الاجتماعية، ومن الجدير بالذكر أنه بعد بناء المسجد بنيّ منزل الرسول بجواره وكذلك مناول الصحابة.

ثانيًا: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

إن المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار هو الأساس الثاني الذي قامت عليه الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريص على ذلك كل الحرص، حتى ذابت كافة الإختلافات بينهم وأسقطت كافة الفوارق بينهم، ولقد شهد الله سبحانه وتعالى وأثنى عليهم لصدقهم في مؤاخاة إخوانهم المهاجرين.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة الحشر: الآية 9].

كذلك حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم حق الأنصار في مالهم ولم يقبل طلب الأنصار في مقاسمة نخيلهم مع المهاجرين واكتفى بمشاركتهم الثمار فقط فجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: “قالتِ الأنْصَارُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْسِمْ بيْنَنَا وبيْنَ إخْوَانِنَا النَّخِيلَ، قالَ: لَا، فَقالَ: تَكْفُونَا المَئُونَةَ ونُشْرِكْكُمْ في الثَّمَرَةِ، قالوا: سَمِعْنَا وأَطَعْنَا” [صحيح البخاري].

ثالثًا: كتابة صحيفة المدينة

إن دستور أو صحيفة المدينة هي أول دستور مدني في تاريخ الدولة الإسلامية، وهو الأساس الثالث الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم، كتبه الرسول صلى الله عليه وسلم فور هجرته إلى المدينة المنورة، وقد نص على بعض البنود التي تنظم العلاقات ما بين المهاجرين والأنصار واليهود، وتوضح إلتزامات كل الأطراف وتحدد حقوقهم وواجباتهم.

رابعًا: إزالة العداء بين الأوس والخزرج

في سياق الحديث عن أعمال الرسول في المدينة والأسس الثلاثة التي أقامها الرسول هناك نجد أن من أهم الأعمال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم عند وصوله المدينة، فلقد لعب الرسول دور الحكم المحايد بين الأوس والخزرج الذي كان بينهم ثأر، وتمكن من دفن أحقاد بينهم وإزالة العداء بينهم.

خامسًا: بناء السوق الإسلامي

كذلك من أهم أعمال الرسول في المدينة هو أنه أتخذ من غرب المسجد النبوي مكان لبناء سوق للمسلمين ولقد أشرف عليه رسول الله بنفيه، كما وضع قوانين وضوابط وأحكام البيع والشراء، وحرم الغش والربا، واللعب في المكيال، ولقد ساهم ذلك السوق في تحسين أحوال المهاجرين الاقتصادية بعد أن تركوا أموالهم وتجارتهم في مكة.

سادسًا: الإذن للمسلمين بالجهاد في سبيل الله

منذ قيام الدولة الإسلامية وبدأ كل من يهود المدينة والمشركين في التربص بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وعندما زاد الأذى والعدوان أذن الله لهم بالجهاد في سبيل الله والدفاع عن رسالة الإسلام.

قال الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة الحج: 39 – 40].

بفضل أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم والأسس التي وضعها قامت أول دولة إسلامية وكانت بمثابة النور الذي انتشر في كافة بقاع الأرض منذ ذلك الحين، لذلك يمكن القول إن الهجرة كانت النواة الحقيقية لتأسيس الأمة الإسلامية.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى