ما حكم أن تُخرج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام؟ كبار علماء المذاهب الأربعة يوضحون

3 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

ما حكم أن تُخرج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام؟ وما حكم تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد؟ إن زكاة الفطر فرض وواجب بإتفاق المذاهب الأربعة، ولكن اختلفت العلماء في وقت إخراج زكاة الفطر وكل منهم يستند على دلائل، ومن خلال المقال التالي على موقع لحظات نيوز سنتعرف على حكم إخراج زكاة الفطر قبل موعدها وفقًا للمذاهب الأربعة.

ما حكم أن تُخرج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام

لا يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام  وهو الأمر الذي اتفق عليه كافة العلماء في المذاهب الأربعة، ولكنهم اختلفوا في وقت وجوب زكاة الفطر، وقد انقسمت أقوال المذاهب الأربعة إلى قولين نذكرهم فيما يلي:

1- القول الأول في وقت وجوب زكاة الفطر

ما حكم أن تُخرج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام؟ كبار علماء المذاهب الأربعة يوضحون

إن القول الأول يفيد أن زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وهو القول الأصح ولقد اتفق عليه كل من مذهب الشافعية، والحنابلة، كما أنه أحد القولين المشهورين لدى المالكية، كما اختاره ابن عُثيمين، ولقد استندوا فيه على الأدلة التالية:

  • الدليل من السنة النبوية الشريفة حيث رويّ عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ[صحيح أبي داود].

في الحديث الشريف دلالة واضحة على أن زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، كما أنها تخص الزكاة بالفطر وأول فطر يقع في رمضان هو بغروب شمس آخر يوم منه،

  • أن زكاة الفطر تضاف إلى الفطر وهي بذلك واجبةً به مثلها مثل زكاة المال.
  • أن زكاة الفطر تجب إما بخروج رمضان، أو دخول شوال، وغروب الشمس يجمع الأمرين.

2- القول الثاني في وقت وجوب زكاة الفطر

يفيد القول الثاني أن وقت وجوب زكاة الفطر يبدأ منذ طلوع فجر يوم الفطر، وهو القول الذي اتفق عليه مذهب الحنفية، وأحد القولين المشهورين لدى المالكية، كما أنه قول الشافعي القديم، ولقد اختاره ابن المنذر، ولقد استدلوا على ذلك القول من خلال الأدلة التالية:

  • من السنة النبوية الشريفة جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ … وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ [صحيح البخاري].

جاءت وجه الدلالة على أنه وجب أداء الزكاة قبل الخروج إلى المصلى لأداء صلاة العيد وبذلك وجوبها يكون يوم الفطر،

  • أن ارتباط زكاة الفطر بعيد الفطر مثل ارتباط الأضحية بعيد الأضحى، فكما ترتبط الأضحية بالنهار، كذلك ترتبط زكاة الفطر بنهار الفطر دون ليله.

حكم تعجيل زكاة الفطر

في إطار الحديث عن ما حكم أن تُخرج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام يجدر بنا القول إن هناك بعض المذاهب التي أجازت تعديل زكاة الفطر عن وقتها بيوم أو يومين فقط، ومنها مذهب المالكية والحنابلة، كما اختاره ابن باز، وابن عثيمين، واستدلوا على ذلك من الأدلة التالية:

  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ … وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ” [صحيح البخاري].
  • أن زكاة الفطر هي هي زكاة فيجوز تعجيلها قبل وجوبها مثلها مثل زكاة المال.
  • أن المقصود من زكاة الفطر هو إغناء الفقراء يوم العيد مما يغنيهم السؤال في ذلك اليوم، وتعجيلها يوم او يومين لا يخل بالمقصود.

حكم تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد

بعد أن تعرفنا على ما حكم أن تُخرج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام يمكننا الإشارة إلى حكم تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد، هو أمر جائر ولكن لا يستويان فهي تصبح صدقة من الصدقات وليست زكاة.

الدليل على ذلك جاء عن عبد الله بن عباس رسي الله عنه قالَ: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ [صحيح أبي داود].

إن زكاة الفطر فرض على كل مسلم ومسلمة فهي تظهر الصائم من اللغو والرفث الذي وقع فيه في شهر رمضان المبارك، وهي طعمة للفقراء والمساكين، ولا يجوز أن نتعمد تأخيرها فذلك إثم عظيم وعلينا إيتاء الزكاة في الوقت الذي جبت علينا فيه إخراجها.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى