مفهوم هندسة المنهج والعلاقة بين هندسة المنهج وتصميم المنهج

3 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

ما هو مفهوم هندسة المنهج؟ وما هي العلاقة بين هندسة المنهج وتصميم المنهج؟ أصبحت كل الأمم والمجتمعات في الوقت الحاضر يسعون إلى تطوير مناهجهم والاهتمام بالأنظمة التعليمية بما يتناسب مع كافة مستجدات العصر الحديث وتطوراته، لذلك من خلال موقع لحظات نيوز سنتعرف على ماهية هندسة المنهج، والعلاقة بينها وبين تصميم المنهج.

مفهوم هندسة المنهج

عند الحديث عن مفهوم هندسة المنهج نجد أنه هناك العديد من المفاهيم المختلفة التي سنذكرها فيما يلي:

هندسة المنهج هي عملية يوضع فيها المواصفات التخطيطية والتنفيذية، والتقويمية التي تعمل على تحديد الصيغة الشكلية للمنهج، وهي تضمن تحقيق أهدافه.
عُرف جورج بوشامب هندسة المنهج على أنها هي كافة العمليات الضرورية التي تجعل منظومة المنهج قادرة على تأدية دورها ووظيفتها في المدرسة.
تم تعريف هندسة المنهج أيضًا على أنها العمليات الضرورية التي تجعل نظام المنهج قابلً للتنفيذ في المدارس.

من الجدير بالذكر أن تلك المصطلحات الحديثة ظهرت بعد ثورة كبيرة على الجمود في صناعة المناهج الدراسية واتهامها بأنها قوالب جاهزة منقطعة تمامًا عن كافة التغيرات المحلية والقومية والعالمية.

تزامن ظهور مفهوم هندسة المنهج مع نشأة علم الإدارة وعلم المحتوى، ونجد أن هندسة المنهج خاضعة لكل من العلمين بهدف دراسة النماذج التصميمية للمناهج الدراسية، وإخضاع الخبرات المطروحة للتعلم لما في الإدارة من تحكم.

العلاقة بين هندسة المنهج وتصميم المنهج

بعد أن تعرفنا على مفهوم هندسة المنهج يجدر بنا الإشارة إلى العلاقة ما بين هندسة المنهج وتصميم المنهج، وهنا يجب أن نوضح أن عملية هندسة المنهج تختلف كليًا عن عملية تصميم المنهج.

حيث إن تصميم المنهج يركز على كافة الخصائص التي لا بد من أن تنعكس على المنهج، في حين أن هندسة المنهج نجد أنها تركز على كافة العلاقات بين عناصر المنهج وكيفية تنظيمها وطريقة الربط بينها.

اقرأ أيضًا: ما هي خصائص المنهج الوصفي؟

وظائف هندسة المنهج

إن العمليات الرئيسية في هندسة المنهج تركز على تخطيط المنهج،، وإنتاجه وتنفيذه، وتقويمه، وفي النهاية تطويره، وهو ما يجعل لهندسة المنهج مجموعة من الوظائف نذكرها فيما يلي:

1- إنتاج المنهج وتخطيطه

الخطوة الأولى في هندسة المنهج هي إنتاج المنهج والبدء في تخطيطه، وتتم ذلك الوظيفة في نطاق جماعات العمل، وذلك لأنهم يقومون بتغطية المنهج عرضًا وطولًا، من حيث مكونات المحتوى الثقافي، ومدى التتابع داخل المواد.

عند وضع المنهج وضع التنفيذ فإن وظيفة التخطيط تصبح وظيفة تطوير مستمرة، وتركز عملية التخطيط على موضوعين أساسين هما:

مدى إمكانية إشراك الأفراد في تخطيط المنهج بغرض الاستفادة من خبراتهم السابقة في المجال.
تحديد الاستراتيجيات المناسبة التي لا بد من الاستعانة بها في تخطيط المنهج، وهو ما يشير إلى ضرورة وجود جماعات مكلفة بتلك المهمة.

2- تطبيق المنهج وتنفيذه

مفهوم هندسة المنهج

تتمثل تلك الوظيفة في إجراء مجموعة من العمليات التي تهتم بوضع نظام المنهج حيز التنفيذ داخل النظام التعليمي، وذلك لأن وظيفة المنهج هي معرفة ما سيدرسه المعلمون والتنبؤ بنتائج العملية التعليمية، وذلك لا يتحقق إلا بتطبيق المنهج، ومن الجدير بالذكر أن هناك مشكلتين تواجه تطبيق المنهج، وتتمثل فيما يلي:

الافتراضات الخاطئة بأن كل ما يوضع في خطة المنهج قابل للتنفيذ.
فشل الهيئة الإدارية في توجيه المسؤولية إلى الجهة المنوط بها تنفيذ العمل.

من الجدير بالذكر أن أهمية تنفيذ المنهج تكمن في أنها نقطة انطلاق لتطوير المعلمين لاستراتيجيات التدريس المتبعة، وذلك لأن إشراك المعلم في تخطيط المنهج من أكثر الإجراءات الناجحة التي تؤتي ثمارها في العملية التعليمية.

3- تقويم المنهج

يعتمد تقويم المنهج على مجموعة من الأحكام التي يقيم بها عملية التعليم والتعلم، إضافة إلى تشخيص نقاط القوة والضعف بهدف اقتراح حلول تصحح مسارها، وتتضمن تلك العملية تقدير كل من التغيرات الفردية والجماعية، علاوة على البحث في العلاقة ما بين تلك التغيرات والعوامل المؤثرة فيها.

يتم تقويم المنهج على أربعة أبعاد مختلفة نذكرهم فيما يلي:

تقويم تنفيذ المعلم للمنهج: يتم التأكد فيه عن مدى التزام المعلم بتنفيذ المنهج، وقدرة المعلم على تطوير طرق التدريس الخاصة بتنفيذ المنهج.
تقويم تصميم المنهج: من أصعب الخطوات بسبب عدم وجود معايير للقياس، وقلة التصاميم ذات المعايير المشتركة، ويختلف شكل تصميم المنهج وفقًا لأهدافه وطريقة تنظيمه.
تقويم منتجات التعلم لدى التلاميذ: من أصعب الأبعاد وذلك لكثرة التغيرات في النظام المدرسي المؤثرة على تقييم المنتجات التعليمية لدى التلاميذ.
تقويم نظام المنهج: يعتمد على الحصول على التغذية الراجعة لإعادة الحيوية للنظام التعليمي مرة أخرى.

إن هندسة المنهج واحدة من أهم العلوم الحديثة التي أصبحت محط اهتمام كافة الدول الحديثة والمتقدمة، فهي تعمل على تضمين المنهج الدراسي بما يتناسب مع أهدافها التي ترغب في تحقيقها وفقًا لرؤية الدولة في النظام التعليمي.