أجمل ما قال أبو نواس شاعر الخمر والغزل

إن أشعار أبو نواس في وصف الخمر نالت شهرة واسعة في العصر العباسي، ولقد اشتهر بوصف الخمر والغزل، كما أن له أبيات جميلة عن العشق، وعرف بقصيدة توبته في الفترة الأخيرة من حياته، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنقدم لكم أجمل ما قال أبو نواس شاعر الخمر والغزل، وأجمل قصائده.
أشعار أبو نواس في وصف الخمر
اشتهر أبو نواس بتلذذه في وصف الخمر، ولقد ظهر ذلك واضحًا في قصيدة ألا فاسقني خمرًا التي يقول فيها:
أَلا فَاسقِني خَمراً وَقُل لي هِيَ الخَمرُ
وَلا تَسقِني سِرّاً إِذا أَمكَنَ الجَهرُ
فَما العَيشُ إِلّا سَكرَةٌ بَعدَ سَكرَةٍ
فَإِن طالَ هَذا عِندَهُ قَصُرَ الدَهرُ
وَما الغَبنُ إِلّا أَن تَرانِيَ صاحِياً
وَما الغُنمُ إِلّا أَن يُتَعتِعُني السُكرُ
إن قصيدة ألا فاسقني خمرا تتكون من ثلاثة عشر بيت، وقد كان أبو نواس شاعر خمرة غير منازع، ورأى في الخمرة شخصًا حيًا يعشقه، ووجد فيها إله يعبده ويكرمه، فانقطع عن حياته من أجلها، وجعل حياته كلها خمرة وسكر، وفي موكب من الندمان في أبياته يظهر تنكره للحياة ويتنكر من كل اقتصاد لمتع الحياة،
أجمل ما قال أبو نواس شاعر في الغزل
إضافة إلى أشعار أبو نواس في وصف الخمر نجد أنه أشتهر بأبيات الغزل، ومن أجمل ما قال عن الغزل جاء في قصيدة طفلة خود رداح، التي قال فيها:
طَفلَةٌ خَودٌ رَداحٌ ** هامَ قَلبي بِهَواها
قَدُّها أَحسَنُ قَدٍّ ** فَاِسأَلوا مَن قَد رَآها
ما بَراها اللَهُ إِلّا ** فِتنَةً حينَ بَراها
تَنثُرُ الدُرَّ إِذا غَن ** نَت عَلَينا شَفَتاها
وَأَرى لِلعودِ زَهواً ** حينَ تَحويهِ يَداها
رُبَّما أَغضَيتُ عَنها ** بَصَري خَوفَ سَناها
هِيَ هَمّي وَمُنائي ** لَيتَني كُنتُ مُناها
يقول أبو النواس في قصيدته أنه أحب شابة متناهية الحسن ناعمة، حسنة الخلق، وتعني كلمة رداح أنها سمينة الأرداف، ولقد شغف أبو النواس في حب تلك الفتاة، فبدأ يصف قوامها ويقول أنها أفضل الناس قامة، وسألوا كل من رأها.
ثم قال عنها أن الله خلقها ليجعلها فتنة لكل من يراها، فهي بلاء وعذاب من شدة جمالها، فكل من يراها تعجبه ووله بها وله شديد، وأكمل القصيدة يتغزل في شفتاها ورقبتها وعودها الجميل.
اقرأ أيضًا: خواطر شوق وحب وأشعار عن نار الاشتياق للحبيب
أجمل ما قال أبو نواس في العشق
ظهر لأبو النواس العديد من أبيات العشق، ومن أجمل تلك الأبيات نذكرها فيما يلي:
أَموتُ وَلا تَدري وَأَنتَ قَتَلتَني
فَلا أَنا أُبديها وَلا أَنتَ تَعلَمُ
لِساني وَقَلبي يَكتُمانِ هَواكُمُ
وَلَكِنَّ دَمعي بِالهَوى يَتَكَلَّمُ
وَلَو لَم يَبُح دَمعي بِمَكنونِ حُبُّكُم
تَكَلَّمَ جِسمٌ بِالنُحولِ يُتَرجِمُ
كتب أبو النواس تلك القصيدة لجارية بغدادية فائقة الجمال تدعى بنان، وكان التجار يساومون على شرائها، لكن صاحبها كان يرفض، حتى سمع هارون الرشيد بجمالها ورغب في شرائها.
كان أبو النواس يعشق تلك الفتاة فلما علم برغبة هارون الرشيد هجاها في قصيدة له ووصفها بأقبح الصفات، وذاعت تلك القصيدة في بغداد، فبخس سعر الفتاة، ولم يرغب أحد في شرائها، فقام أبو النواس بكتابة قصيدة يسب فيها كل من يرغب في شرائها بأقذر الألفاظ، وذلك لأنها كانت جميلة وكاملة الأوصاف فكتب لحبيبته بنان تلك القصيدة الجميلة،
أجمل ما قال أبو نواس في توبته
بعد أن تعرفنا على أشعار أبو نواس في وصف الخمر، وأجمل ما قال لا يمكن أن نغفل ذكر قصيدة توبته، حيث إنه في أواخر حياة أبو النواس بدأ يتقرب من الله سبحانه وتعالى، وهو ما لم يصدقه الناس من حوله، ولقد جاءت قصيدته كالتالي:
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
**
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
**
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
**
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا
وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ
اقرأ أيضًا: أشعار عن عزة النفس والكرامه قصير
يقال إن الإمام الشافعي رفض الصلاة على أبو نواس عندما توفي، ولكنهم وجدوا في ثيابه رقعة مكتوب عليها تلك الأبيات فبكى الإمام الشافعي وصلى عليه.
تشير تلك الأبيات إلى توبة أبو النواس الصادقة إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه زهد عن الدنيا في الفترة الأخيرة من حياته، كما يظهر ندم أبو النواس على كل ما فعل من كبائر راجيًا من الله أن يغفر له ويسامحه.
اقرأ أيضًا: مجموعة من أشعار حب حقيقي لكبار الشعراء
كان أبو النواس واحد من أعظم الشعراء في العصر الجاهلي وعرف بإباحته وعشقه للخمر، وافتخاره بعمل المحرمات علانية، فكان من أشهر شعراء الخمر في تاريخ الأدب العربي، وبالرغم من ذلك أثرت قصة وفاته في كل من عاصروه، فزهد الحياة وعاد إلى الله في أواخر أيامه.