مفهوم العنف في الفلسفة

4 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

العنف يعد فِطرة عِند الانسان وأي كائن حي، فهو يدمر شعوب ومجتمعات كاملة لاستخدامهُ بشكل بارز وواضح، لكن تكون الطرق العدوانية مختلفة، وقد تصل ظاهرة العنف تلك لأي فئه عمرية، حيث المراهقين والشباب يكونوا هم الأكثر عُرضة لها، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنقدم لكم مفهوم العنف في الفلسفة وما هو تعريفهُ عند الفلاسفة.

مفهوم العنف في الفلسفة

عند ذكر كلمة عنف تندرج معه عدة مصطلحات منها الموت والإرهاب أو الجرائم والاغتيال والحروب والتجويع وغيرها كثير من المصطلحات، فالعنف فلسفيًا فسره العلماء على أنهُ استبداد وإجحاف في استعمال القوة.

لكن بشكل عدواني وبصورة تعسفية ضد قوانين الاحترام الذاتي والإخلال بالواجب القانوني، وغيرهُ من تشوية للطبيعة وللقوانين المقدسة، فالعنف لم يظهر عبر التاريخ بل التاريخ هو من ارتبط ظهورهُ بالعنف، حيث على أساسه تشكلت المجتمعات والحضارات والتاريخ القائم عليها.

تعريف العنف عند الفلاسفة

اختلفت التفسيرات حول مفهوم العنف وتعريفهُ، وإليكم النقاط الموضحة بأهم التفسيرات والتعريفات للعنف عند بعض الفلاسفة:

1- العنف عند فرويد

فسر فرويد العنف على أنه اتجاه فطري أو نفسي طبيعي في الانسان ولأي كائن حي عضوي، للتصرف على هذه الرغبة التدميرية، وهي فطرة تلقائية قبيلتها نزعة البقاء، التي تقود الإنسان أو أي كائن حي يموت لذلك.

2- العنف عند ماركس

ماركس كان يرى سبب ظهوره التاريخ، نتيجة معارضات المصالح مع ظهورها مع الملكية الفردية، حيث عند طلب انتقال الرأس مالية إلى الاشتراكية وظهور الأسر والسُلطات المختلفة، وكل هذا تطلب اللجوء الى العنف لتحقيق كل شخص ما يريد للمرحلة الانتقالية.

3- العنف عند ابن خلدون

أما ابن خلدون فقد رأى أن العامل الأساسي والضروري للحد من نزوات الأنسان العنيفة والانانية، هي الدولة، فالدولة هي من تستطيع الحد من فطرته الى الظلم على الآخرين حتى يسعى وراء مصالحهُ، فمعنى ذلك أن السياسة تُفسر عند ابن خلدون أنها القوة والعنف وهي السيطرة إذا تعذر الناس ومالوا عن الطرق الصحيحة.

4- العنف عند الفارابي

كان للفارابي كتاب (آراء أهل المدينة الفاضلة) اعتبر فيه القهرة والغُلب هم من خصائص المدن الضالة، فليست السياسة ضرورية للحد من العسف والعنف، فكما يوجد مدن ضالة، يوجد ايضاً مدن فاضلة يسودها العقل السليم والأخلاق والقيم المثالية، وسياتها تكون حكيمة ومعتدلة حيث تهدف لرخاء شعبها واسعادهم.

5- العنف عند نيكولو مكيافيلي

فكانت نظريتهُ وتفسيرهُ للعنف أنه أنسب حل للجوء عليه لأي سياسة أمير، حيث اعتبر أن للسياسة قواعد خاصة، بعيدة عن القيم الأخلاقية أو حتى الدينية، ومن هذه القواعد السياسية الناجحة هي اللجوء الى العنف لكل فعل سياسي ناجح.

6- العنف عند إيريك فروم

أما عن فروم فكان تفسيرهُ عن العنف ليس سلوك أساسي عند الكائن الحي سواء انسان أو حيوان، كما في علم النفس الحيواني يؤكد أن الحيوانات لا تصبح في حالة العنف الا في حالات ومواقف محددة، وتكون تلك مجرد وسيلتها وليست غايتها.

أشكال العنف بشكل عام ومظاهره

للعنف أساليب تختلف من شكل لآخر، وله تأثيراتهُ السلبية على كل شخص يتعرض لهُ خاصة الأطفال، وإليكم بعض النقاط عن أشكال العنف بشكل عام:

1- العنف النفسي والعاطفي

يصف هذا النوع من العنف أنهُ أي شكل من أشكال التدنيس العاطفي في حق شخص ما، سواء كان ما يلي:

أذى نفسي.
اعتداء لفظي وله أشكال عدة كالرهاب النفسي.
التهديد، والذم، أو الوعيد العدواني.
التقليل من شأن الطرف الاخر.

2- العنف الجسدي

أحد أنواع التعنيف على المدى الطويل، وله أشكال عديدة منها ما يأتي:

رمي شيء على شخص ليؤذيه.
جميع أنواع الصفع والضرب والركل.
لوي الأذرع.
السحب من الشعر.

الكائنات الحية من طبعها ميالة إلى العنف لإثبات قواعدها، ولكن انعكست سلوكياتها العدوانية بالسلب على جميع خلايا المجتمع، أهمها النظام السياسي الذي انتهج العنف خطة جديدة كاعتبارها قوة خارقة يمكنهم من خلاله تطبيق نظام حكم وسلطة للدولة.