ما هي ثمرات الصحبة الصالحة؟ فوائد صحبة الصالحين الأخيار

يؤثر الصاحب في جميع اتجاهات حياة صاحبه سواءً كان سلبًا أم إيجابًا، ولهذا فيجب على المرء أن يختار من يصاحب بعناية، فصاحبك اليوم هو ما ستكون عليه غدًا، فالصحبة الصالحة هو ما يصلحك غدًا، وصحبة السوء هو ما سيفسدك غدًا، فقم بإصلاح صحبة اليوم حتى تصبح حالك غدًا، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنتعرف على ثمرات الصحبة الصالحة، وفوائد صحبة الأخيار الصالحين،
ما هي ثمرات الصحبة الصالحة؟
تقوم الصحبة الصالحة بتحسين سلوك العبد، وتؤثر فيه بشكل كبير، ويجني العبد ثمار عمله على بناء هذه الصحبة في حياته، فالصحبة الصالحة تفيد صاحبها بفوائد جمة، وتوجد العديد من ثمرات الصحبة الصالحة، ومن أمثلة هذه الثمرات:
الإعانة على طاعة الله
عندما يصاحب المرء الصحبة الصالحة الحسنة تعينه هذه الصحبة على طاعة الله ورسوله -صل الله عليه وسلم- فالصاحب الصالح يقوم بنصح صديقة في كل ما هو خير له، ولا يوجد خير فوق خير طاعة أوامر الله، والبعد عن ما نهى الله عنه، فيقوم الصاحب الصالح بحث صاحبة على التقرب مما يحب الله ويرضى، ويعينه على البعد عن ما حرم الله.
قد يترك المرء بعض المحرمات حياءً من أصحابه من الأخيار، حتى لا يشعر بالخجل منهم، على عكس صحبة السوء التي قد يخجل المرء على فعل العمل الصالح أمامهم، فكل منهم ينظر إلى ما لا يستحب بعين قلبه، وهناك من آلف قلبه فعل السوء فأصبح يسخر من العمل الصالح.
هناك من يألف العمل الصالح وتطبع عليه فأصبح يخل من عمل السوء وينكره، مما يجعل الصحبة الصالحة سبب لتغيير المرء نفسه للأحسن، وعامل كبير للعون على طاعة الله والسعي في طريق الخير.
قد قام الله -عز وجّل- بالأمر بمصاحبة، ومجالسة الصالحين الأخيار، وجاء ذلك في قوله -تعالى- (وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ)، للدلالة على حب الله للصحبة الصالحة، والحث على العمل بها.
اقرأ أيضًا: الصحبة الصالحة من أهم الوسائل التي تعين على الإستقامة، صواب خطأ
المنافسة البناءة في الأعمال الصالحة
تميل النفس البشرية بطبيعة الحال إلى التنافس الإيجابي البناء، وتجبل النفس البشرية على حب التنافس والتفوق على الآخر، وينتشر هذا عادةً بين الأصدقاء، ولكن في حالة مصاحبة صحبة السوء فلن تكون المنافسة إلى في العمل الغير صالح، بدافع الحسد والصغيرة والكره.
لكن في الصحبة الصالحة فسكون التنافس محببًا للنفس خالي من أي ضغينة أو كره، ويظهر ذلك في التنافس في الأعمال الصالحة، ابتغاءً في تدعيم صاحبة للقدوم في العمل الصالح، ويتنافس أهل الخير بين بعضهم البعض على الطاعات، والأعمال الصالحة، فعندما يصاحب المرء الصعبة الصالحة فيميل في بداية الأمر أن يقتضي بهم، ويأمل أن يكون مثلهم.
.مع استمرار مخالطته الصحبة الصالحة يطمح المرء ليكون منهم، ويشعر بالرغبة الكبيرة في مجاراة ما بينهم، ومنافستهم فيه، منا يزيد من عزيمة في السعي لكل ما يحب الله -جل جلاله- مما يساعده على الحفاظ على الهمة العالية مما يجعله مثل أصحابه.
من الممكن أن يتفوق عليهم أيضًا لشعورة بالورع، والنشاط، والرغبة في السعي الكبير في طريق الله -عز وجل- مما يجعله هو الآخر دافع لأصحابه أن يتقدموا مثله، والاقتضاء به مثالًا على نور الله وهدايته لمن يشاء، مما يزيد المحبة والترابط فيما بينهم، ويشعروا أنه جزء منهم، وفيه قلبه إيماء وحب كبير لله – سبحانه وتعالى-، فجاء في قول الله -تعالى-: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [القصص:56].
اقرأ أيضًا: الصحبة الصالحة من أهم الوسائل التي تعين على الإستقامة، | ما هي الأمور التي تعين على الاستقامة؟
العون في الثبات على الدين
مجالسة الصحبة الصالحة وكثرة الجلوس معهم، والتردد على مجالس ذكر الله -تعالى- ، ورسوله الكريم – عليه أفضل الصلاة والسلام – هو من أكثر الوسائل التي تعين في الثبات على الدين، والحفاظ على الرباط الروحي مع الله، ورسوله الكريم -صل الله عليه وسلم-، فهي تعين على موجهة الفتن الدنيوية، والمغريات، فيوجد في الدنيا أهل الدنيا الذين يلهثون وراء طلب المغريات الدنيوية، والسعي وراء كل غاية لا تدرك برضى الله عزّ وجل.
أما الصالحين الأخيار هم أهل الآخرة الذين يسعون ليلًا ومنهارًا لإرضاء الله والعمل ليوم العرض عليه، فهم يقوموا بتعمير الحياة الأبقى، لا الحياة الفانية، مما يجعل مجالسة أهل الطاعة سبب للعون في الثبات على الدين، والتغاضي عن جميع المغريات الدنيوية.
اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الصحبة الصالحة.، حديث عن الصحبة الصالحة إسلام ويب
محبة الله عزّ وجّل
تزيد مجالسة الصالحين والأخيار من محبة الله عزّ وجّل لعبده، فأحب العباد إلى الله هم العباد التوابون الصالحين الأخيار، وفي الإكثار من جالسة الصالحين تعرض النفس لنفحات محبة من الله عز وجل، ورضى عن النفس.
فعندما يكون العبد محاط بمن يحب الله، ومن يحب الله فيه، فلن يحب إلا في الله، فسيصبح محبوبًا لخالقة -سبحانه وتعالى- ومن أحبه الله حببه فيه خلقه، وجعل له في طريقه كل ما يحب، فيصبح العبد يحب ربه بدون أي غاية، أو حاجة دنيوية، وحتى يحب الخالق عبده يعطيه حتى يرضى، فمن صور حب الله لعبده العطاء، والسعة في الرزق.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام موضوعنا اليوم بعد أن قمنا بعرض ثمرات الصحبة الصالحة، وفوائد صحبة الصالحين الأخيار، وعرض كل ما يصيب المرء من الإعانة على طاعة الله، والعون في الثبات على دين الله الواحد، وما قد يناله المرء من محبة الله -عز وجل- له، رزقنا الله وإياكم الصحبة الصالحة، وأعاننا أن نكون صحبة صالحة لذوينا.