ارتفاع الرسوم الجمركية والتضخم يهددان استقرار قطاع التجزئة في امريكا

مع تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة، يواجه قطاع التجزئة تحديات جسيمة نتيجة زيادة الرسوم الجمركية والتضخم، بالإضافة إلى تراجع ثقة المستهلكين، هذه العوامل تساهم في تباطؤ حركة الشراء، مما يؤثر بشكل مباشر على أداء الشركات في السوق، ونظرًا لأن الإنفاقات الاستهلاكية تشكل حوالي 70% من النشاط الاقتصادي الأمريكي، فإن أي تراجع في هذا المجال قد يزيد من احتمالات حدوث انكماش اقتصادي.
آثار الحرب التجارية
أظهرت التقارير الأخيرة من كبار تجار التجزئة أن الحرب التجارية التي أُطلقت في عهد الرئيس ترامب تواصل التأثير على الشركات بطرق مختلفة، حيث أعلنت وولمارت ارتفاع أسعار بعض المنتجات، ومن المتوقع زيادتها مجددًا خلال موسم العودة إلى المدارس، الأمر الذي قوبل بانتقاد من ترامب الذي طالب الشركة بتحمل التكاليف، على النقيض، أكدت هوم ديبوت أنها لن ترفع الأسعار بفضل استراتيجياتها في تنويع مصادر التوريد.
تراجع ثقة المستهلك
تشير بيانات جامعة ميشيغان إلى أن مؤشر ثقة المستهلكين انخفض للشهر الخامس على التوالي، مما يعكس تردي الأوضاع المالية لدى الأمريكيين،
أداء الشركات الكبرى
في سياق موازٍ، شهدت شركة تارجت تراجعًا غير متوقع في مبيعات الربع الأول، حيث حذرت من استمرار هذا الاتجاه خلال عام 2025، بينما حققت مجموعة TJX نجاحًا ملحوظًا بفضل زيادة إقبال المستهلكين على المنتجات ذات الأسعار المنخفضة.
نظرة مستقبلية
في ختام الحديث، يرى الخبراء أن المرحلة المقبلة ستكون تحديًا كبيرًا لقطاع التجزئة الأمريكي، إذ ستتحدد قدرة الشركات على التكيف مع الأوضاع الاقتصادية المتغيرة وهياكل التكلفة المرتفعة، وتبقى قرارات المستهلكين العامل الحاسم في مسار الاقتصاد الأمريكي بأكمله.