قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال (16) | قصة أيوب عليه السلام بين المرض والصبر والحرب ضد الشياطين

الكثير من الآباء يبحثون عن قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال لتعليمه أمور دينهم، واستخلاص الدروس والقيم الدينية من تلك القصص، لذلك يعرض موقع لحظات نيوز قصة أيوب عليه السلام بين المرض والصبر والحرب ضد الشياطين، مع تقديم أهم وأبرز الدروس المستفادة من قصة أيوب-عليه السلام- لتعليمها للأطفال.
قصة أيوب عليه السلام
أيوب عليه السلام نبي من أنبيا ء الله الصالحين، وهو من نسل الأنبياء، ونستدل على ذلك بقو ل الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وموسى وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [سورة الأنعام: الآية 84]، فهو من ذرية إبراهيم –عليه السلام-، وكانت بعثته بين موسى ويوسف –عليهما السلام-،
بلاء أيوب عليه السلام بالمرض
من المتعارف عليه أن صبر أيوب على البلاء جعله قدوة ومثال للصابرين على الابتلاءات والمصاعب، فقد كان أيوب رجلًا كثير المال، ولديه العديد من الأراضي المتسعة، والمواشي، والأنعام، والعبيد، كما كان له أولا وأهل كثيرون، وعاش منعم في نعم الله عشرات السنين.
حتى ابتلي أيوب في جسده فأصيب بأمراض عديدة، حيث لم ينج عضو في جسده سوى قلبه ولسانه، وكان صابرًا وشاكرًا، ومحتسبًا، وذاكرًا لله تعالي في الليل والنهار.
وطال مرض نبي الله أيوب حتى انقطع الناس عنه؛ لخوفهم من العدوى وانتقال الأمراض، وقاموا بإخراجه خارج البلد، ولم يبقى معه سوى زوجته التي كانت ترعاه، وتهتم به، وتشفق عليه، فكانت تتردد عليه بشكل دائم لتعينه على قضاء حاجته، وتقضي له مصالحه،
فقد أيوب لعائلته وافتقاره
توالت الابتلاءات والمصائب على نبي الله أيوب، فمات أولاده واحدًا تلو الآخر، وفقد جميع ما يمتلكه من أراضي، ومزارع، ومواشي، وأنعام، وعبيد، كما ضعف حاله هو وزوجته أكثر، واضطرت زوجته أن تعمل في خدمة الناس مقابل الأجر، لتستطيع أن تطعم زوجها أيوب -عليه السلام-.
واستمر أيوب على صبره وذكره لله تعالى، كما صبرت زوجته على ما أصابهما من ضيق الرزق، وموت الأولاد، وفقد المال، والمرض، بعد أن كانوا يعيشون في رخاء، وسعة رزق في الأولاد، والمال، والصحة،
اشتداد البلاء على أيوب ومس الشيطان له
تدهورت صحة نبي الله أيوب، وتساقط لحمه حتى لم يبقى منه إلا العظم والعصب، وامتنع الناس عن التعامل مع زوجته خوفًا من أن تصيبه العدوي نتيجة مخالطتها لزوجها، فأصبحوا لا يطلبون خدماتها، وبالتالي لم تعد تستطيع جلب المال للمعيشة، وللإنفاق على زوجها، فاضطرت لقص ضفائرها، وباعتها لبنت من بنات الأشراف مقابل الطعام، وعندما علم نبي الله أيوب بذلك اشتد كربه.
وكان لنبي الله أيوب حرب ضد الشيطان، فقد أدت وسوسة الشيطان له إلى إحساسه بالتعب والألم، حيث وسوس له بالتضجر والملل من طول مدة مرضه، وفقده لذريته، وأمواله وأملاكه.
كما قاموا بالوسوسة لزوجته حتى تطلب منه أن يتقرب لله تعالى بما لا يليق بوحدانيته، ووسوس لما بقي من أصدقائه حتى يسقوه خمرًا ليشفى، فالشيطان لا يملك سوى ن يوسوس للعبد ليقوم بالمعاصي، وييأس من رحمة الله،
استجابة الله لأيوب عليه السلام
بعد اشتداد الكرب والبلاء على أيوب لجأ إلى الله، فورد في قول الله تعالى: {وأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وذكرى لِلْعَابِدِينَ} [سورة الأنبياء: الآية 83].
واستجاب الله تعالى لدعائه فبرأه من المرض، وجمعه مع أهله، كما تضرع لله تعالى للشفاء مما أصابه من مس الشيطان من المعاناة والمرض.
ورد في قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هذا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [سورة ص]،
الدروس والعبر المستفادة من قصة النبي أيوب
تحتوي قصة نبي الله أيوب على العديد من العبر، والمعاني، والدروس المستفادة، منها ما يلي:
- الصبر على البلاء، والتوكل على الله لنيل رضا الله، ونيل الثواب والأجر.
- اللجوء لله عند استداد المحن، والرضا بقضاء الله تعالى.
- الثقة المطلقة بتدابير رب العالمين.
- الأخذ بالأسباب، والإخلاص في السعي، مع اللجوء لله بالدعاء لكشف البلاء.
- شكر الله في السراء والضراء، وفي العافية والمرض.
- أن وراء ابتلاءات الله للعبد رحمة ونعمة له.
- أن اختيار الزوجة الخلوقة المتدينة هو ما ينفع عند الشدائد.
- الابتلاءات تنقي العبد من الذنوب، وأنها تزكية من الله تعالى.
في نهاية المقال يكون قد تم سرد قصة نبي الله أيوب -عليه السلام- بين المرض والصبر والحرب ضد الشياطين، مع ذكر الدروس والعبر المختلفة والمتنوعة المستفادة من قصة النبي أيوب.