ما حكم مداعبة الزوجة في صباح رمضان أثناء الصيام؟!

هناك سؤال يطرحه البعض على محركات البحث وهو ما حكم مداعبة الزوجة في صباح رمضان أثناء الصيام، وهل هي تفسد الصيام؟، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنعرض من خلال المقال التالي ما حكم مداعبة الزوجة في صباح رمضان أثناء الصيام؟!
ما حكم مداعبة الزوجة في صباح رمضان أثناء الصيام
أوضح أهل العلم أن مجرد المداعبة من غير إنزال فهي لا تفسد الصوم، لكن من أنزل فقد فسد صومه، ووجب عليه القضاء، ورأي المالكية أنه يجب عليه مع القضاء كفارة.
أما عن تقبيل الزوجة بقصد اللذة فهو مكروه للصائم عند غالبية الفقهاء، لما قد يجر إليه ويكون سببًا في فساد الصوم، وتكون هذه القبلة حرامًا لأنها بشهوة، ويجوز التقبيل إن كان بغير شهوة كقصد الرحمة أو العطف.
فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملككم لإربه”، عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عَنِ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ، فَرَخَّصَ لَهُ، وَأَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ، فَنَهَاهُ، فَإِذَا الَّذِي رَخَّصَ لَهُ شَيْخٌ وَالَّذِي نَهَاهُ شَابٌّ”.
تحريم الجماع في نهار رمضان
حرم الله الجماع في نهار رمضان، فهو من المفطرات، ويرجع سبب التحريم إلى أن الهدف من الصيام هو كف النفس عن ما اعتادت عليه من الشهوات، كالطعام والشراب، وتقوية العزيمة على العبادات.
والجماع مثله مثل الطعام والشراب، ولذلك حرمه الله عز وجل في نهار رمضان، وجعله من مسببات الإفطار، وقال العلماء أن من جامع زوجته في نهار رمضان بطل صيامه، ووجب عليه إمساك ما تبقى من النهار، حيث إن كل من أفسد صيامه في نهار رمضان بغير عذر شرعي، وجب عليه الإمساك بقية اليوم، مع القضاء والكفارة.
وكفارة الجماع في نهار رمضان تعد من أغلظ الكفارات، وتكون بعتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا،
شروط إبطال الصيام
لا يعد الصيام باطلًا إلا إذا تحققت فيه ثلاث شروط، وهي: العلم والتذكر والقصد، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”، فإذا ارتكب الصائم شيئًا من المفطرات دون قصد، أو نسيانًا منه، فإن صومه مقبولًا ولا شيء عليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.
مبطلات الصيام
الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات في نهار رمضان، وذلك تنفيذًا لأمر الله عز وجل، وتتعدد مبطلات الصيام ومنها ما يلي:
- الطعام والشراب: فمن أكل وشرب في نهار رمضان عمدًا يعد صومه باطلًا.
- القيء عمدًا: فمن تقيأ متعمدًا، بوضع إصبعه في فمه مثلًا فقد أفطر ووجب عليه القضاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقضِ”.
- الجماع: الجماع في نهار رمضان هو من مبطلات الصيام، ويجب القضاء، وكذلك كفارة عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، فإن لم يقدرا فإطعام ستين مسكينًا.
- الاستمناء: الاستمناء أو إنزال المنى متعمدًا هو كذلك من مبطلات الصيام.
- الحيض والنفاس: لا يجوز الصيام للمرأة الحائض أو النفساء، وروي عن عائشة رضي الله عنها قولها عن النساء الحوائض: “كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة”، فيجب على المرأة الحائض والنفساء قضاء ما قد أفطرته.
هل الحجامة من مبطلات الصيام
تعتمد الحجامة على إخراج الدم من جسم الصائم، وهو ما يبطل صيامه، وروي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: “أفطر الحاجم والمحجوم”، وذهب كثير من الفقهاء أمثال إسحاق، وابن المنذر إلى أن الحجامة من مبطلات الصيام، أما الإمام الشافعي والإمام مالك، والإمام أبو حنيفة فقد ذهبوا إلى أن الحجامة ليست من مبطلات الصيام.
من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا ما حكم مداعبة الزوجة في صباح رمضان أثناء الصيام؟، رأي أهل العلم أن مداعبة الزوجة من غير إنزال لا تفسد الصوم، لكن من أنزل فقد فسد صومه، ووجب عليه القضاء.