أسباب انتشار ظاهرة الطلاق في الوطن العربي وأفضل حلول مشكلة الطلاق

3 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

في الفترة الأخيرة أصبحت ظاهرة الطلاق منتشرة بشكل كبير في الوطن العربي، حيث إنه ليس من السهل على شخصين الطلاق خاصًة وإن كان بينهم أطفال، ولكن أصبحت الناس تستسهل هذا الموضوع وهو موضوع شائك، وعبر موقع لحظات نيوز سنتعرف على أسباب انتشار ظاهرة الطلاق في الوطن العربي وأفضل حلول مشكلة الطلاق.

أسباب انتشار ظاهرة الطلاق في الوطن العربي

تتعدد الأسباب والعوامل في الوطن العربي التي تؤثر بشكل سلبي على العلاقات الزوجية، ويمكنها أن تكون سببًا في الانفصال والطلاق لاحقًا، ومن هذه الأسباب الآتي:

1- اختلاف شخصية وحياة الشريكين قبل وبعد الزواج

تختلف مراحل العلاقات وتتدرج صعوباتها كلما تقدم الشريكين في العمر سويًا، وكلما ازدادت المسؤولية والمتطلبات والاحتياجات الأسرية، حيث إن طبيعة الحياة في بداية الزواج أو في مرحلة الخطوبة تبدو جميلة ومشرقة ومليئة بالتوقعات والأماني اللامعة، وقد تختلف عن الحياة العائلية في ظل وجود الأطفال والأقارب والأسرة.

الأمر الذي يجعل الكثير من الأزواج يجدون صعوبة في الحفاظ على شخصيتهم ووعودهم الأولية التي تعهدوا بها في بداية العلاقة، عندما تسرقهم الحياة وتشغلهم، وينشغل تفكيرهم بأولويات وأهداف تختلف من الحين للآخر، وعندما تتراكم مسؤولياتهم وواجباتهم المختلفة، الأمر الذي يجعل هذه الوعود بلا فائدة أو نفع، ويقوم الطرف الآخر بالشك في مصداقيتها.

حتى إن البعض قد يخالف هذه الوعود دون أن يتذكر أنه تعهد بها من قبل، مثل الإخلاص والوفاء الأبدي، والاهتمام والأولوية التي يقسم بإهدائها في بداياته مع الحبيب، ومن ناحية أخرى تجتمع هذه التغيرات وتتسبب في جروح في نفس الطرف الآخر،

2- سوء المعاملة بين الزوجين

أسباب انتشار ظاهرة الطلاق

بعض الأزواج يقومون بالشكوى من تصرفات شركائهم في مواقف معينة، والتعامل بشكل غير صحيح مع هذه المواقف يعقبه قطع التواصل وتفكيك العلاقة والطلاق، ومن هذه التصرفات ما يلي:

تكرار السخرية والازدراء: وهي من التصرفات المؤذية التي تشكك الشريك في قدراته، وتُشبه بالتنمر إلى حدٍ ما، وعندما يقوم أحد الزوجين بتكرار التعامل باحتقار مع شريكه وجعله يشعر بتفوقه عليه، أو التقليل من قيمته وإظهار العداء له بأي شكل سواء كان شفوي أو بصري أو غيره، فيظهر كما لو أنه يسخر منه، في حين أن الأزواج الحقيقيين يكملون ويدعمون بعضهم ولا يُشعرون بعضهم بالكبر تحت أي ظرفٍ.
النقد الهجومي: وهنا يُقصد به تعمد أحد الزوجين انتقاد تصرفات أو شكل أو شخصية الشريك الآخر بطريقة مؤذية أو مهينة تجعل لديه رد دفاعي لا إرادي، بالتحديد عندما يشعر بعدم اهتمام واحترام الزوج بمشاعره، أو إعطائه فرصة للتعبير وسماعه، فيتجنب التواصل معه بسبب تكرار هذه التصرفات المؤذية.

3- تراكم الخلافات وعدم حلها بطريقة صحيحة

من الممكن أن يؤدي تراكم الخلافات والمشاكل الزوجية لتحولها لصراعات مؤذية تتسبب في انفصال الطرفين في حال صعوبة البقاء معًا، والوصول لحلول تضمن استقرار العلاقة، ومن هذه الخلافات الآتي:

مشاركة وتقاسم المسؤوليات والمساواة بين الزوجين: يُعاني العديد من الأزواج ممن يطلبون الطلاق من عدم وجود المساواة في الحقوق والواجبات والمسؤوليات مع الطرف الآخر، بحيث يكون الضغط على أحدهما أكبر ويرفض الطرف الآخر المُشاركة بالمسؤولية، أو أن يتصرف حسب رغبته ورأيه ويرفض تلقي المُساعدة من الشريك، وهو أمر يترتب عليه آثار سلبية وسيئة عديدة، مثل غضب الزوج، وفقدان التواصل الودي معه، وكثرة الخلافات والصراعات، فينتهي بطلب الطلاق والانفصال عن شريكه.
الشؤون المالية: حيث يُصبح المال مشكلة تهدد استقرار الحياة الزوجية، عندما لا يستطيع الزوجين تغطية نفقات الأسرة وتلبية حاجاتها الاساسية، أو أن يتحكم أحدهما بالمصروفات ولا يسمح للطرف الآخر بتشارك المسؤولية، وفي ذات الوقت يعاني من سوء الإدارة والتسبب بتعسر مالي مُتكرر للعائلة.
رحيل التوافق والانسجام: قد يكون هذا العامل سببًا كبيرًا لإنهاء الزواج، خاصًة عندما يترتب عليه تعاسة الشريكين بسبب اختلاف أفكارهما، وطريقة التفكير واهتماماتهما، وتنوع الأحلام والأهداف بشكل كبير، فيسعى كل منهما وراء سعادته ومصالحه بشكل أناني بعيد عن التفكير في الآخر، ويختلفان دون ترتيب منظم للحياة الزوجية أو اتفاق بينهما، ويتصرف أحدهما بشكل أناني غير مسؤول.

أفضل حلول لمشكلة الطلاق

كل ما كانت أسباب الطلاق مبكرة واكتشف الزوجين أنهم يريدوا إصلاح علاقتهم، كل ما كان هناك حلول لهذه المشكلة أكثر، ومن ضمن الحلول الآتي:

1- حل الخلافات الزوجية

من الضروري الاتفاق من البداية على إيجاد حلول وطرق صحيحة وصحية لإدارة خلافات ومشاكل العلاقة، وتخطي الصعوبات والعقبات التي تواجه الأسرة، ومن هذه الطرق الآتي:

مشاركة الزوجين لإصلاح الخلاف معًا والتفكير فيجاد حلول عقلانية ترضي جميع الأطراف، والاعتراف بالخطأ وتحمل عواقبه بصدق.
كتابة الزوجين قائمة بالمشاكل الرئيسية التي تهدد استقرار علاقتهما، وأن تشمل هذه القائمة حلول وأهداف حقيقية لتحقيقها، ووضع أولوية جعل العلاقة صحية وناجحة مهما كان الخلاف.

2- التواصل الجيد والحفاظ على مبادئ الزواج

يقوم التواصل الجيد بلعب دور أساسي في الحفاظ على الحب والمودة بين الزوجين، ويمكن الحفاظ على العلاقة المترابطة بين الزوجين من خلال اتباع الآتي:

التسامح والتغافل.
الاهتمام وتحسين أسلوب التواصل والنقاش.
الاحترام المتبادل.

الحب وحده لا يبني حياة بلا خلافات، والخلافات أيضًا لا تدل على عدم الحب، ولكن يجب أن يكون الحب مصحوبًا بالتفاهم والتفكير العقلاني، وأن تكون الخلافات مساحة للتقرب وفهم الشريكين أكثر، حتى تصبح علاقتهم أقوى.