مواقف تربوية من حياة الصحابة.. هكذا كان صحابة رسول الله

لا يوجد أفضل مواقف تربوية من حياة الصحابة رضي الله عنهم كي نتعلم منها ونقتدي بها في حياتنا، ولقد كان للصحابة العديد من المواقف التي مرت في حياتهم والتي تعلمنا كيفية التصرف بحكمة، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنذكر لكم أهم المواقف التربوية من حياة الصحابة.
مواقف تربوية من حياة الصحابة
هناك العديد من المواقف التي مر بها الصحابة في حياتهم والتي تعلمنا الكثير، فهو أولى أن يكونوا قدوة لنا نقتدي بها ونغرس في أبنائنا صفاتهم، لذلك نعرض لكم مواقف تربوية من حياة الصحابة فيما يلي:
اقرأ أيضًا: أقوال وحكم في شهر رمضان مأثورة عن الرسول والصحابة والسلف الصالح
1- موقف الحباب بن المنذر في غزوة بدر
إن موقف الحباب بن المنذر في غزوة بدر من أهم المواقف التي تعلمنا أهمية مبدأ الشورى والأخذ بآراء الأخرين.
حيث إنه عندما خرج المسلمون في غزوة بدر للقاء المشركين، نزلوا في مكان بعيد عن بئر بدر، وهو الأمر الذي جعل حباب بن المنذر رضي الله عنه يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يقول له رأيه، فسأل الرسول إذا كان المكان الذي نزلوا فيه هو بأمر الله سبحانه وتعالى أم لا فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ليس بأمر الله عز وجل.
فقام الحباب بن المنذر بالإشارة على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيروا مكان نزولهم، ويتوجهوا إلى مكان على مقربة من بئر بدر فيشربوا هم وخيولهم، ولا يشرب العدو، وبالفعل استجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لرأيه ونزلوا عند بئر بدر كما أشار حباب بن المنذر.
اقرأ أيضًا: كم عدد الصحابة وأسماؤهم في القرآن الكريم
2- موقف أبو بكر الصديق عندما سمع صوت السيدة عائشة مرتفعًا
روي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه: “جاءَ أبو بكرٍ يستأذنُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فسمعَ عائشةَ وهي رافعةٌ صوتَها على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأَذِنَ لهُ فدخلَ فقال يا ابنةَ أمِّ رُومانَ وتَنَاوَلَهَا أترفعينَ صوتَكِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال فحالَ النبيُّ بينَه وبينَها…
…قال فلمَّا خرجَ أبو بكرٍ جعل النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ لها يترضَّاها ألا تَرَيْنَ أنِّي قد حُلْتُ بينَ الرجلِ وبينَكِ قال ثم جاءَ أبو بكرٍ فاستأذنَ عليهِ فوجدهُ يُضاحِكُهَا فأَذِنَ لهُ فدخلَ فقال لهُ أبو بكرٍ يا رسولَ اللهِ أَشْرِكَانِي في سِلْمِكُمَا كما أَشْركتُماني في حَرْبِكُمَا” [السلسلة الصحيحة].
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن الناس في تعامله مع أهل بيته، وفي الحديث الشريف بيان على حسن تعامله مع زوجته عائشة، وموقف أبو بكر الصديق ورغبته في تأديب ابنته لارتفاع صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد جاء أبو بكر رؤية ابنته فاستأذن وسمح له الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه سمع صوت عائشة رضي الله عنها مرتفعًا، فما أن دخل أبو بكر الصديق إلا وأراد أن يضربها ويلطمها على وجهها لأنها رفعت صوتها على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم حال بينهم.
اقرأ أيضًا: التفسير في عهد الصحابة كيف كان وبما امتاز
3- موقف عمر بن الخطاب وأرضه في خيبر
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “أَنْ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ أصابَ أرْضًا بخَيْبَرَ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْتَأْمِرُهُ فيها، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي أصَبْتُ أرْضًا بخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ مالًا قَطُّ أنْفَسَ عِندِي منه، فَما تَأْمُرُ بهِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أصْلَها، وتَصَدَّقْتَ بها…
…قالَ: فَتَصَدَّقَ بها عُمَرُ، أنَّه لا يُباعُ ولا يُوهَبُ ولا يُورَثُ، وتَصَدَّقَ بها في الفُقَراءِ، وفي القُرْبَى وفي الرِّقابِ، وفي سَبيلِ اللَّهِ، وابْنِ السَّبِيلِ، والضَّيْفِ لا جُناحَ علَى مَن ولِيَها أنْ يَأْكُلَ مِنْها بالمَعروفِ، ويُطْعِمَ غيرَ مُتَمَوِّلٍ قالَ: فَحَدَّثْتُ به ابْنَ سِيرِينَ، فقالَ: غيرَ مُتَأَثِّلٍ مالًا” [صحيح البخاري].
كان الصحابة يحبون ينفقون أموالهم في سبيل الله عز وجل وفي وجوه الخير، وكانوا دائمًا يستشيرون الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك، وفي الحديث الشريف نجد أن عمر بن الخطاب كان من نصيبه أرض في خيبر ووصفها أنها من أحب أمواله إليه، فاستشار الرسول صلى الله عليه وسلم في ماذا يفعل فيها.
فأشار عليه الرسول أن يجعلها وقفًا للمسلمين وأن يتصدق بثمرها، وبالفعل تصدق بها عمر واشترط ألا يباع أصلها ولا يوهب أو يورث، وتصدق بثمارها على الفقراء والأقارب، وفك الرقاب، ومنقطع الحاج الذي لا مال لهم، وابن السبيل وغيرهم من المحتاجين.
إن سيرة الصحابة لا تخلو من مواقفهم الجميلة مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد تعلموا منه وكانوا بجانبه وتحلو بأفضل الصفات والأخلاق، ووهبوا حياتهم وأموالهم في سبيل الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو أولى الناس للاقتداء بهم وبمواقفهم خلال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته.