العلاقة بين الأخلاق والدين | هل الاخلاق مقدمة على الدين؟

3 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

 

على مر العصور شكلت العلاقة بين الأخلاق والدين اهتمامًا واسعا عند الفلاسفة، هل يستطيع الإنسان أن يستغني عن الأخلاق في أي لحظة، وهل يكون المتدين الحق متدينًا إذا افتقر إلى أخلاقه ، وماذا يحصل للمجتمع إذا افتقر إلى المعيار الأساسي للحكم على أفعال الإنسان ، في هذا المقال ومن خلال موقع لحظات نيوز نتناول أبعاد هذه العلاقة،

ما هي الأخلاق

العلاقة بين الأخلاق والدين | هل الاخلاق مقدمة على الدين؟

إذا أردنا أن ننظر على الأخلاق بوجه عام رأينا أنها تنقسم إلى شقين: الأخلاق الكريمة المحمودة التي تؤدي إلى خير وصلاح للبشرية  التي عرفت بـ”مكارم الأخلاق” والتي شملها الحديث الشريف: ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، و  الشق المضاد  لهذا وهي الأخلاق الذميمة والسلوك الفاسد الذي يضم أعمال سيئة و الذي يعرف بـ ” مساوئ الأخلاق”، وبهذا تكون الأخلاق إذن  معانٍ نسبية تحددها جدلية الصراع بين الخير والشر، التي تنشأ نتيجة نوازع الخير والشرفي السلوك البشري الذي ينتج عنه أعمالًا تنفع الصالح العام أو تسيء إليه.

شاهد ايضاً: حكم قصيرة عن الأخلاق في الحياة لحالات الواتساب | اجمل ما قيل عن الاخلاق؟

الأخلاق والدين والقيم الإنسانية

يعرف الفلاسفة الأخلاق على أنها: قيم الإنسانية أو غايات يطلبها الإنسان لذاتها، ومن شأنها أن تؤدي إلى مقاصد سامية تعود بالنفع على مصالح الأفراد والجماعات وتحقق سعادتهم.

وقد أجمع الباحثون على أن هذه القيم  الإنسانية  تندرج تحت عناوين أساسية كبيرة وهي: الحق والخير والجمال، وهناك من أضاف قيمة رابعة وهي النزعة الدينية، فيما يرى آخرون أن هذه النزعة الدينية هي ممتزجة بالقيم الثلاث الكبرى، أي أن الدين هو الذي يوجه الإنسان نحو هذه القيم الثلاث، أي أنه يبلور القيم الإنسانية ويجعلها جزءًا من اعتقاد الإنسان الديني

شاهد ايضاً: موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق مع المقدمة والخاتمة بالعناصر

شاهد ايضاً: أحاديث الرسول عن الأخلاق | أجمل العبارات عن الأخلاق

من أين  تنشأ الأخلاق

نستنتج مما سبق أن الأخلاق هي مجموعة القيم الإنسانية التي تعود بالخير والصلاح على الأفراد والجماعات، لكن من تأتي هذه القيم، وهل لعقل الإنسان قدرة على أن يصوغ قوانين ومعايير للأخلاق الذميمة والحميدة.

جميعنا نتفق على أن الإنسان هو الكان الأخلاقي الوحيد في هذ الدنيا، فالحيوانات تشبع غرائزها دون أن تستطيع التمييز بين الخير والشر، أما الإنسان هو كائن عقلي حر  الإرادة يستطيع الخروج من تحكم غرائزه والتسامي إلى مستوى الأخلاق.

إذن فالحرية هي من تعطي الإنسان حق الاختيار بين الشر والخير وبين الحق والباطل، هذا الاختيار هو غاية الإنسان في هذه الأرض وما يسمى بـ ” مبدأ الابتلاء” يقول سبحانه ” ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون” الأنبياء 35، فحرية الاختبار  بين الخير والشر التي اختص بها الإنسان عن غيره من المخلوقات هي اختبار دنيوي ثم يكون الحساب.

ومن هنا فالقيم الإنسانية حسب  الرؤية الدينية لابد أن تخضع الضوابط التي يضعها الشرع لا حسب الأهواء الإنسانية ، فالصدق خير والكذب شر، لكن الشرع أجاز الكذب عند الإصلاح بين الناس، أي أن  الأساس الذي  تقوم عليه الأخلاق من وجهة نظر الإسلام هي الإيمان بالله وبنا أوحي به إلى نبيه و الامتثال بأوامره ونواهيه.

وبهذا نكون قد وضحنا لكم العلاقة بين الأخلاق والدين من الناحية الفلسفية والناحية العقدية، إلا أن الحديث في هذا الموضوع فتح من  آلاف السنين وما زال قائمًا بجدلياته إلى يومنا هذا.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى