خطبة الجمعة الأولى من شهر شعبان 2025 عن فضل الشهر وخير الأعمال فيه مكتوبة كاملة

خص الله يوم الجمعة المبارك بميزات عدة فهوعيدًا للمسلمين وفيه سننه الخاصة التي تجعله مميزا عن باقي الأيام لذا حرصنا أن نعرض خطبة الجمعة الأولي من شهر شعبان في موقع لحظات نيوز والتي ستكون عن فضل الشهر وخير الأعمال فيه .
خطبة الجمعة الأولي من شهر شعبان
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله ،وصلي اللهم على محمد آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} . [سورة النساء: 1]
عباد الله: شهر شعبان كبقية الشهور التي أعدها الله لنعبد فيه كما أمرنا مخلصين له حده .
قال الله تعالي {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
صوم شعبان
وهو ليس من الأشهر الحرم ولكن خُص ببعض الفضائل التي يجب علي المسلم الفطن أن يغتنمها ومن هذه الفضائل إكثار الصوم فيه فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وعن أبيها قالت: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ“، وفي رواية لهما: قالت: “لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرا أكثر منه من شعبان، فإنه كان يصومه كله“رواه البخاري ومسلم
وفي رواية مسلم “كان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا“
فكان الرسول صلي الله عليه وسلم يصوم معظم شعبان علي قول العلماء فصومه كله محمول علي الأكثر من الشهر وليس المقصود كله كما بين ابنُ المبارك وابن حجر رحمهما الله.
وعلينا أن نعيَ أنه لا يجوز للذي لم يعتاد الصيام كصيام الأثنين والخميس أو صيام يوم وافطار يوم أن يتقدم رمضان بصيام يوم أو يومين احتياطًا لدخول رمضان فعن النبي صلي الله عليه وسلم “لا تقدَّموا رمضانَ بصوم يوم أو يومين، إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه“متفق عليه.
شهر القراء
وكان السلف يكثرون فيه قراءة القرآن استعدادًا لرمضان وكان يسمي عندهم “شهر القُراء ” لكثرة مراجعتهم القرآن فيه فكانوا ينقطعوا لتلاوته ويلتزمون بمعاهدتهم.
شهر الغفلة
فبادروا أخوة الإسلام بالأعمال الصالحة أسوة بنبينا صلي الله عليه وسلم والسلف الصالح ولا تكونوا من الغافلين في هذا الشهر فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-، قال: قلتُ: “يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنَ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: “ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ“(أخرجه أحمد والنسائي، وحسَّنَه أهل العلم.
فاكثروا فيه الصيام والقيام وقراءة القرآن وكونوا من المسارعين بالخيرات ،اعمروا هذا الشهر وتقربوا فيه بالنوافل واسألوا الله من فضله واسألوه أن يبلغكم رمضان.
قال الله تعالي:” وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ” آلِ عِمْرَانَ: 133
أعانني الله إياكم علي طاعته ، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له وأشهد أن نَبِيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه ، اللهم صلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ليلة النصف من شعبان
أيها المؤمنون :
إن من فضائل هذا الشهر ليلة النصف منه فالله يطلع فيها علي عباده فيغفر لهم ذنوبهم إلا المشرك والمشاحن ، فهي ليلة ترفع فيها الأعمال فعن النبي صلي الله عليه وسلم قال “إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ عَلَى عِبَادِهِ، فَيَغْفِرُ لِأَهْلِ الأَرْضِ إِلَا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ“.
ولكن علينا أن نحذر من أن نبتدع شيء في هذه الليلة فلا يجوز تخصيصها بقيام أو تخصيص يومها بصيام لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك.
اللهم صلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ على حبيبنا ونبينا محمد، اللهم صلِّ على محمد وعلى آله محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، اللهم بارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمينَ إنكَ حميد مجيد.
اللهم انصر المستضعفين من المؤمنين في كل مكان ، اللهم انصر المجاهدين ،اللهم افرغ عليهم صبرا وثبت أقدامهم انصرهم معلي القوم الكافرين.
اللهم انتقم من الظالمين ،اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ،اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم يا قوي يا عزيز.
اللهم انج أهلنا المستضعفين وارفع عنهم البلاء اطعمهم من جوع وأمن من خوف.
اللهم بلغنا رمضان ،اللهم بارك لنا فيه ، اللهم وفقنا لطاعتك المسارعة فيه لكل خير يا رب العالمين.
اللهم اغفر لنا وارحمنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
من الفطنة والكيس اغتنام الفرص التي يمنحها الله لنا كي نتقرب بها إليه ،فالله خص بعض الأزمان والأماكن بفضائل كي ترفع من أجر المؤمن وتكون له ذُخرا في الأخرة وما علينا إلا المبادة والمسارعة فذلك هو الفوز والفلاح.