لماذا سميت ليلة النصف من شعبان بالبراءة وماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟

شهر شعبان هو من الشهور المباركة، وليلة النصف من شعبان فيها فضل كبير، وقد ذُكر فضلها في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنتعرف من خلال المقال التالي لماذا سميت ليلة النصف من شعبان بالبراءة وماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟
لماذا سميت ليلة النصف من شعبان بالبراءة
سميت ليلة النصف من شعبان بالبراءة لأنها ليلة يُقدر فيها الخير ويُكتب الرزق، وتغفر فيها الذنوب، وهو معنى يتوافق مع ما ورد في السنة عن عائشة رضي الله عنها قالت: “فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ” – وهو اسم قبيلة.
وورد عن على بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ”.
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان هي ليلة كرم الله تعالى فيها نبيه صلى الله عليه وسلم، بأن طيب خاطره بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام لتقر عينه، فقلبه معلق بمكة، فهي أحب البلاد إليه، وقد أخرجوه قومه منها وقام بالهجرة إلى المدينة.
وقال صلى الله عليه وسلم عن مكة: “والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت”، وقد تم تحويل القبلة مرتين، مرة من الكعبة إلى المسجد الأقصى، ومرة إلى المسجد الحرام، وتحويل القبلة في المرة الأولى كان لحكمة تربوية وهي العمل على تقوية إيمان المؤمنين، وتطهير النفس، والقلب مما علق بهم من شوائب الجاهلية.
قال تعالى:” وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ” [البقرة: 143]، والمراد بقوله ليتبين من كان يتبع الرسول اتباعًا صادقًا عن اقتناع تام، ومن ينقلب على عقبيه ويتعلق بالجاهلية ودعاويها.
وتحويل القبلة في المرة الثانية كان بعد ان استقرت الدولة الإسلامية في المدينة، كان تأكيدًا على الرابطة الوثيقة بين المسجدين، والهدف منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات، فلا مسافة بين الخالق والمخلوق، والدليل قوله تعالى: “وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ” [الحديد: 4].
فضائل ليلة النصف من شعبان
أن لليلة النصف من شعبان فضلًا عن سائر الليالي، وورد في فضائل ليلة النصف من شعبان في العديد من الأحاديث النبوية التي تذكر استحباب الصيام والقيام فيها، وتلاوة الأذكار، الاستغفار، وقراءة القرآن الكريم، والتقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة ومنها: الصدقات، صلة الأرحام، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغيرها.
ويغفر الله في ليلة النصف من شعبان للمستغفرين، ويرحم المسترحمين.
ليلة النصف من شعبان هي من الليالي المباركة، التي كتب الله فيها الرزق والخير، وهي ليلة المغفرة، ولذلك سميت بالبراءة، وهي ليلة كرم الله فيها عز زوجل نبيه صلى الله عليه وسلم بأن طيب خاطره بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.