متى يبدأ رمي جمرة العقبة الكبرى يوم النحر متى يكون وقت رمي جمرة العقبة الكبرى

سنة واحدة منذ

Kero Elbadry

إن الحج لمن استطاع إليه سبيلًا يعد أحد أهم أركان الإسلام الخمسة، ورمي الجمرات من المناسك التي يقوم بها الحجاج، وهي طقوس خاصة يتم القيام بها بطريقة معينة لحكمة ما؛ وفي موقع لحظات نيوز سنعرف متى يبدأ رمي جمرة العقبة الكبرى يوم النحر، متى يكون وقت رمي جمرة العقبة الكبرى.

متى يكون وقت رمي جمرة العقبة الكبرى

اختلف أهل العلم حول متى يبدأ رمي جمرة العقبة الكبرى يوم النحر؛ حيث انقسم العلماء إلى فريقين كالتالي:

الحنفية والمالكية: يقولون إن أول وقت لرمي جمرة العقبة الكبرى يوم النحر يبدأ منذ طلوع فجر يوم النحر.
الشافعية والحنابلة: يرون أن وقت رمي جمرة العقبة الكبرى يبدأ خلال منتصف يوم النحر، حيث استندوا إلى الحديث المروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: (أرسَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأمِّ سلَمةَ ليلةً النَّحرِ، فرَمَتِ الجَمرةَ قبل الفجرِ، ثم مَضَتْ فأفاضَتْ).

أما بالنسبة إلى الجمرات الثلاث بشكل عام، فقد اتفق العلماء على أن رميها يبدأ بعد زوال الشمس، وفقًا للحديث الموجود في صحيح البخاري: (سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا-، مَتَى أرْمِي الجِمَارَ؟ قَالَ: إذَا رَمَى إمَامُكَ، فَارْمِهْ فأعَدْتُ عليه المَسْأَلَةَ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَيَّنُ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ رَمَيْنَا).

ويقول العلماء أن وقت انتهاء رمي الجمرات الثلاث يكون إما بطلوع فجر اليوم القادم حسب رأي الحنفية، أو عند غروب الشمس وفقًا للمالكية؛ بينما يرى كل من الشافعية والحنابلة أن الوقت ينتهي بانتهاء أيام التشريق.

أنواع الجمرات

في ضوء ما سبق بعد أن عرفنا متى يكون وقت رمي جمرة العقبة الكبرى حسب الآراء الفقهية المختلفة، نتناول الآن أنواع الجمرات الثلاث التي يتم رميها بسبع حصيات في مناسك الحج كالتالي:

الجمرة الصغرى: هي أولى الجمرات التي يتم رميها بعد مسجد الحيف بمنى.
الجمرة الوسطى: يتم رميها بعد الجمرة الصغرى، وقبل الجمرة الكبرى.
الجمرة الكبرى: أو جمرة العقبة، ويبدأ رمي جمرة العقبة الكبرى يوم النحر في آخر منى عند اتجاه مكة المكرمة .

حكم رمي الجمرات

من المعروف أن الحج فرض، وبالتالي تكون جميع طقوس الحج ومناسكه بالغة الأهمية، بما فيها رمي الجمرات؛ ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال الاستشهاد بالأحاديث النبوية التالية:

ما جاء عن جابر بن عبد الله، حيث قال: (إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ رمى الجمرةَ الَّتي عندَ الشَّجَرةِ ، بسبعِ حَصياتٍ يُكبِّرُ معَ كلِّ حصاةٍ منْها – حصى الخذْفِ – رمى من بطنِ الوادي ، ثمَّ انصرفَ إلى المنحرِ فنحرَ).
حديث آخر روي عن جابر بن عبد الله، حيث قال: (أنَّهُ شَهِدَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ يَومَ النَّحْرِ، فَقَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: كُنْتُ أحْسِبُ أنَّ كَذَا قَبْلَ كَذَا، حَلَقْتُ قَبْلَ أنْ أنْحَرَ، نَحَرْتُ قَبْلَ أنْ أرْمِيَ، وأَشْبَاهَ ذلكَ، فَقَالَ النبيُّ: افْعَلْ ولَا حَرَجَ، لهنَّ كُلِّهِنَّ).

الحكمة من رمي الجمرات

إن مناسك الحج وطقوسه من رمي الجمرات، والطواف، وغير ذلك من الأمور التي تحمل في طياتها حكمة ودلالات رمزية؛ وتكمن الحكمة في رمي الجمرات فيما يلي:

إن رمي الجمرات يدخل في إطار الذكر الذي أمر به الله أثناء الحج حسب قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
في رمي الجمرات اقتداء بالنبي إبراهيم وفق الحديث المروي عن بن عباس: (لمَّا أَتَى إبراهيمُ المَناسِكَ عرضَ لهُ الشَّيْطَانُ عندَ جَمْرَةِ العقبةَ ، فَرَماهُ بِسبعِ حصياتٍ، ثُمَّ عرضَ لهُ عندَ الجمرةِ الثانيةِ ، فَرَماهُ بِسبعِ حصياتٍ، ثُمَّ عرضَ لهُ عِنْدِ الجمرةِ الثالثةِ ، فَرَماهُ بِسبعِ حصياتٍ حتى ساخَ في الأرضِ).
وفي هذا قال بن عباس: (الشيطانَ تَرْجُمُونِ ، ومِلَّةَ أَبيكُمْ إبراهيمَ تَتَّبِعُون)، إذ أن هذه الطقوس فيها تشبه واقتداء بإبراهيم عليه السلام في عداوة الشيطان.

ننهي المقال وقد عرفنا متى يبدأ رمي جمرة العقبة الكبرى يوم النحر، حيث اختلف العلماء حول متى يكون وقت رمي جمرة العقبة الكبرى، فمنهم من قال عند طلوع فجر يوم النحر، ومنهم من قال في منتصف ذاك اليوم؛ كما أشرنا إلى الحكم والحكمة في رمي الجمرات بشكل عام.