هل يصوم الحاج يوم عرفة

هل صيام يوم عرفة فرض؟ هل يصوم الحاج يوم عرفة؟ يعتبر هذا اليوم من أفضل الأيام بعد رمضان فيما يخص الصيام، خاصةً وأن كثيرًا من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت إلينا تبين الفضل العظيم الذي يجنيه المسلم جراء صيامه، إلا أن هناك العديد من الضوابط المتعلقة بهذا اليوم، والتي سوف سنقوم بعرضها في موقع لحظات نيوز حيث نبين حكم صيام عرفة للحاج.
هل يصوم الحاج يوم عرفة
إن يوم عرفة واحدٌ من الأيام التي كثر ذكرها في السيرة النبوية العطرة حول فضل صيامها الذي يُكّفر عن المسلم خطاياه وذلك لعامٍ ماضٍ ومقبل، وهذا كما جاء في الحديث:
“عن أبي قتادة الحارث بن ربعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ والسنةَ التي قبلهُ” [رواه مسلم].
إلا أن السؤال المطروح هنا هو؛ هل يعد صيام عرفة جائزًا للمسلم الحاج، هذا ما أجاب عنه أهل العلم موضحين أن غير الحاج يُكره صيامه عرفة؛ وذلك لأن النبي الكريم لم يُرد عنه أن قد صام في حجة الوداع، وهذا ما يتبين من الحديث التالي:
“عن أم الفضل بنت الحارث أنها قال: شَكَّ النَّاسُ يَومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبَعَثْتُ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشَرَابٍ فَشَرِبَهُ” [رواه البخاري].
على إثر هذا الحديث قال جمهور العلماء من؛ الحنابلة، المالكية والشافعية بأن صيام عرفة جائزٌ لغير الحاج بينما رجحّوا كراهته في حال كان المسلم من الحجاج.
يرجع ذلك إلى أن العبادة الأولى في هذا الوقت هي الدعاء فضلًا عن أداء مناسك الحج، وعليه فإن الصيام سيؤدي إلى زيادة المشقة على الحجاج مما يحول بينهم وبين أداء العبادات المفروضة وذات الأهمية في ذلك اليوم.
اقرأ أيضًا: هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدا للجمعيات الخيرية
ما حكم الذي لا يصوم عرفة
في إطار التعرف على حكم صيام عرفة للحاج وجب علينا الإشارة إلى واحدٍ من أهم الأحكام التي تدور حول هذا الموضوع وهو؛ حكم عدم صيام عرفة من الأساس سواءً للحاج أو لغير الحاج.
أما الحاج فقد ذكرنا حكمه أعلاه، أما غير الحاج ففي حال لم يقم بالصيام فقد ذهب العلماء إلى أنه لا يأثم –بإذن الله- وذلك لأن صيام عرفة من النوافل وليس الفروض، إلا أنه يكون قد خسر ثوابًا عظيمًا، ففي حال استطاع أن يصوم فليفعل وإن لم يصم لا شيءٍ عليه.
اطلعنا على الإجابة التفصيلية عن سؤال هل يصوم الحاج يوم عرفة ذلك بحسب الأدلة التي ذكرها الفقهاء بناءً على الأحاديث النبوية، وهنا نستدل على سعة رحمة الله ولطفه العظيم بعباده؛ إذ إنه لم يكتب عليهم المشقة في الحج ومن لم يستطع إليه سبيلًا لم يحرمهم ثواب الصيام.