ما حكم الدعوة الى الباطل والبدع والفجور

ما حكم من يشجع على المعصية؟ ما حكم الدعوة الى الباطل؟ يعد هذا الأمر من أكثر الأمور التي من الضروري تسليط الضوء عليها ومعرفة جميع الأحكام التي تدور حولها؛ ذلك نظرًا إلى كونها تمس جانب هام من عقيدة المسلم فإما أن تُثقل ميزانه بالحسنات أو تهوي به نحو غياهب الإثم والعدوان، وعليه نعرض من خلال جريدة لحظات نيوز حكم الشرع في الدعوة إلى الفجور والضلال.
ما حكم الدعوة الى الباطل
إن دين الإسلام جعله الله عز وجل دين الحق والخير ولا خلاف على ذلك، وهذا ما يتبين من الأحكام الشرعية، الأوامر والنواهي، ومن هذا المنطلق وجب علينا أن نشير إلى أمرٍ قد لا يعيه كثيرٌ من الناس ألا وهو؛ الدعوة أو الحث على الباطل.
بمعنى أن يكون المسلم بوصلة غيره للشر والضلال، أن يعلمه معصية، يساعده على فعلها ويلفت انتباهه إليها، هذا الفعل الذي يعد من أعظم الأفعال المحرمة في الدين ويرتكب بسببها آثامًا وليس إثمًا واحدًا، وهذا ما يتضح من النصوص الشرعية التالية:
الآية الكريمة: {… وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].
كذلك الحديث الشريف: “عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا” [رواه مسلم]
إذ يُستدل من تلك النصوص أن من يدعو إلى أي معصية أو ضلالة وهو يعلم فإنه يرتكب إثمًا بذلك الفعل، وأيضًا يحمل وزر كل من يقوم بتلك المعصية بسببه.
اقرأ أيضًا: حكم توزيع الحلوى في المولد النبوي ابن باز
حكم التوبة بعد الدعوة للباطل
رغب كثيرٌ من الناس بعد الاطلاع على حكم الدعوة إلى الفجور، الباطل والبدع في معرفة هل إذا تاب هذا المسلم الذي دعا غيره إلى فعل المعاصي يظل إثمه، وهل بعد توبته يظل يحمل آثام من اتبعوه أم لا.
في هذا الصدد قد بيّن أهل العلم أن الله عز وجل غفور رحيم يغفر لمن يشاء من عباده إذا تابوا وأصلحوا من أنفسهم، وعزموا النية على ترك المعصية وهذا ما يخصهم.
أما فيما يخص آثام غيره فقد قالوا إن المسلم ما دام قد تاب فبإذن الله لا يقع عليه إثم، لكن من الضروري إذا استطاع أن يُنبّه من أضلهم إلى الخير أيضًا أن يفعل ذلك حتى يُبرأ ذمته أمام الله.
وضحنا فيما سبق ذكره أعلاه ما حكم الدعوة الى الباطل وعرفنا أن الدين الإسلامي لا يحث سوى على الخير في كل صغيرة وكبيرة، ويبغض الشر وما يشمله من بسيطٍ وعظيم، وأن المسلم الفطن يجب عليه أن يسعى بكل ما أُوتي من قوةٍ وعلم إلى أن يكون من أهل الخير لا الشر والضلال.