تاريخ البعثة النبوية ومدة البعثة

بدأت البعثة النبوية وعمر الرسول أربعين عام، وكان يجلس في غار حراء مختليًا بنفسه بعيد عن أهل مكة، نزل عليه الوحي، ودخل عليه جبريل عليه السلام ليقص عليه سورة العلق، وكانت مرحلة البعثة والدعوة منقسمة إلى شقين الأول سري استغرق 3 أعوام، والمرحلة الثانية وهي الجهري، ويقوم موقع لحظات نيوز بعرض تاريخ البعثة النبوية،
نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم
ونزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث سنوات من خلوته، فدخل عليه جبريل عليه السلام وهو متجسد في شكل رجل، وقال للنبي “إقرأ” فيرد صلى الله عليه وسلم “ما أنا بقارئ” فقد كان رضي الله عنه لا يستطيع القراءة ولا الكتابة.
فقام جبريل عليه السلام بضم الرسول إلى صدره ثم قال للنبي “إقرأ” فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال “ما أنا بقارئ” فضمه جبريل عليه السلام الرسول فأعاد عليه الكلمة “إقرأ” فأجاب النبي بنفس الاجابة، فقام جبريل عليه السلام بضم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صدره ضمة قوية اتعبته وكادت تحبس انفاس النبي، ثم قرأ عليه (إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
فعاد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مفزوع إلى زوجتى السيدة خديجة رضى الله عنها وفقال “زملوني، زملوني”، ولما هدى النبي وقص عليها ما حدث بشرته وقالت له “كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا”.
وأخذت السيدة خديجة رسول الله وذهبوا إلى ابن عمها ورقة بن نوفل من أجل أن يقصوا عليه ما حدث مع رسول الله، وكان ورقة بن نوفل لديه علم بالإنجيل، وما أن سمع ما حدث مع الرسول إلا وقال ان ما آتاه هو الوحي وأنه رسول الله ويدعى لعبادة الله.
الأمر بالتبليغ والدعوة لعبادة الله الواحد
انقطع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزوله فترة يقال أنها كانت أيام، وفي رواية أخرى إنها كانت ستة أشهر وقيل إنها كانت لثلاث سنوات، وجاءت فترة الإنقطاع من أجل تهدئته ما في نفس النبي صلى الله عليه وسلم من خوف بسبب ما رآه في المرة الأولى من نزول الوحي وأن يشتاق النبي لرؤيته مجددًا.
وكان النبي خلال هذه الفترة ينتظر أن يراه مجددًا، وظل يتردد ويتحرى من غار حراء أملً أن يراه مرة أخرى، إلى أن جاءه جبريل عليه السلام مرة ثانية.
وقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه ما حصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المرة الثانية وقال انه سمع النبي “ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الوَحْيُ فَتْرَةً، فَبيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ، فَإِذَا المَلَكُ الذي جَاءَنِي بحِرَاءٍ، قَاعِدٌ علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، فَجُئِثْتُ منه، حتَّى هَوَيْتُ إلى الأرْضِ، فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فأنْذِرْ إلى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ“.
وكان هذا أمر جاء مع جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وسلم بإنذار الناس وابلاغهم ودعوتهم لعبادة الله الواحد الأحد.
الصعوبات التي واجهت النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الدعوة
واجه النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الصعوبات خلال فترة بعد البعثة وأثناء دعوة الناس، ومن هذه الصعاب:
- اتهم المشركون رسول الله بالجنون، و نعته بالمجنون لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاهم لعبادة تخالف عقيدتهم.
- تعرض النبي الكريم للسب والشتم من قبل المشركين وكانوا يقذفون النبي بالحصى والطوب.
- ظن بعض المشركين أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم باستخدام السحر من أجل جذب الناس لاتباع دعوته، وذلك لتصديق العرب قديمًا في أمور السحر والشعوذة.
- هدد المشركين النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل، وكانوا قد وضعوا خطة لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الله نجاه من مكرهم.
- تهديد الصحابة وتخويفهم بسبب اتباعهم دعوة الرسول الكريم، مما جعل بعض الصحابة يلجأون إلى الهجرة خارج مكة خوفا على انفسهم.
على الرغم من كل هذه الصعوبات والتحديات، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ييأس ولم يتراجع، بل واصل دعوته بكل صبر وثبت، وكان مستعينًا بالله تعالى ومؤمنًا بقدرته على نصره، وبفضل صبر النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده ومساندة الصحابة رضي الله عنهم انتشرت دعوة الإسلام في النهاية، ودخل الناس في دين الله أفواجًا.