اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله

إن الحديث عن فضل الدعاء باسم الله الصمد يطول ولا ينتهي، هذا الاسم الجليل الذي اختص به الله عز وجل لذاته وأمر عباده بأن يدعوه به وعلى الرغم من ذلك فإن كثيرًا من المسلمين لا زالوا في حالة من عدم العلم بالكنز الثمين الذي يملكون بين أياديهم، وهنا نغوص في رحاب السنة النبوية الشريفة ونتعرف عبر جريدة لحظات نيوز على دعاء اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الواحد الصمد.
فضل الدعاء باسم الله الصمد
من نِعم الله الجليلة التي منّ بها على سائر عباده هي نعمة الدعاء؛ أن يعرف المؤمن أن ربه سميعٌ لدعائه، مجيبٌ له، عالمٌ بما يتوسل به قلبه ولا يستطيع أن ينطق به لسانه.
تلك النعمة التي غفل عنها الكثيرون برغم عظيم الفضل والثواب الذي ينجم عنها، وهذا ما سنسلط الضوء عليه ونتعرف في سياقه على فضل الدعاء باسم الصمد على وجه التحديد.
بشكلٍ مبدئي وجب العلم أن الصمد يعني الذي تصمد وتلجأ إليه الخلائق؛ وهنا اعتراف من العبد الفقير أن ربه ومولاه هو الواحد القادر على إجابة دعائه وتفريج همه ولهذا السبب هو يلجأ إليه ويدعوه دون سواه، وتلك من مظاهر الإيمان والعبادة التي عليها عظيم الثواب.
أيضًا من أهم فضائل الدعاء باسم الصمد هو الشعور الذي يُخلق في قلب المسلم بأن له قوة يركن إليها فلا يخاف من ذي سلطان، لا يخشى على رزقه، أو يتملّك منه اليأس في أي وقت وإن حدث ذلك يُذكّر نفسه بأن الله صمد وحتمًا لن يُخيب رجائه مهما كان.
اقرأ أيضًا: دعاء الرسول يوم الجمعة مكتوب اللهم اكفني بحلالك عن حرامك
حديث عن اسم الله الصمد
في ظل الحديث عن اسم الله الصمد وبيان عظيم فضل الدعاء به نتطرق إلى أحد الأحاديث النبوية التي ورد فيها ذكر هذا الاسم والذي نتعرف عليه على النحو التالي:
“عن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو وهو يقولُ: اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ، قال فقال والذي نفسي بيدِه لقد سألَ اللهَ باسمِه الأعظمِ الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعطى” [رواه الترمذي].
في تفسير أهل العلم لهذا الحديث قيل إن المواظبة على هذا الدعاء بالتحديد يعد من أكثر الأفعال الطيبة التي يقوم بها المسلم في حق نفسه؛ لأنه كما ورد في الحديث أن الدعاء يشتمل على اسم الله الأعظم.
جدير الإشارة إلى أن هنا اختلف العلماء فيما بينهم؛ فمنهم من قال إن اسم الله الأعظم هو الصمد الذي ما دعا به مسلم واستغاث ربه إلا وأجابه الله وأغاثه.
في حين أن فئة أخرى ذهبت إلى أن اسم الله الأعظم المقصود في الحديث هو “الله”؛ وذلك لأن الاسم الذي يجمع كافة صفاته وأسمائه جل وعلا.
إن المسلم الفطن هو الذي بمجرد أن يعي فضل الدعاء باسم الله الصمد لا يتوقف لسانه عن ترديده والتقرب إلى ربه بهذا الاسم، خاصةً وأن النبي الكريم بيّن في الكثير من الأحاديث التي نُقلت لنا أنه من أجلّ وأعظم الأسماء التي يمكن أن يدعوه بها المسلم.