متى تبدأ ذاكرة الطفل بالتخزين ؟ ” ويتذكر الاحداث عند الكبر

يتساءل العديد من الاشخاص متى تبدأ ذاكرة الطفل بالتخزين حيث إنها تبدأ في وقت مبكر من الحياة، ولكن قدرته على تذكر المعلومات تتطور مع تقدمه في السن، وفي البداية، يكون الأطفال قادرين على تذكر الأحداث التي حدثت لهم في الآونة الأخيرة فقط، ومع تقدمهم في السن، يصبحون قادرين على تذكر الأحداث التي حدثت منذ فترة أطول.
متى تبدأ ذاكرة الطفل بالتخزين ؟
وردت العديد من الأسئلة حول ذاكرة الطفل والتي من ضمنها متى تبدأ ذاكرة الطفل بالتخزين ؟، حيث تُعرف الذاكرة بأنها القدرة على حفظ المعلومات واسترجاعها، وتبدأ الذاكرة لدى الأطفال في التطور منذ الولادة، ولكن هناك اختلافًا فرديًا في قدرة الأطفال على تذكر الأحداث، وبشكل عام، تبدأ أقدم ذكريات الطفولة في الظهور في سن الثالثة أو الرابعة.تشير الأبحاث إلى أن معظم الأطفال يتذكرون أحداثًا مهمة من حياتهم تعود إلى سن 3 أو 4 سنوات، ومع ذلك، هناك بعض الأطفال الذين قد يتذكرون أحداثًا من سن أصغر، خاصةً إذا كانت الأحداث مهمة أو مؤثرة.
مراحل تطور الذاكرة لدى الأطفال
يمكن تقسيم تطور الذاكرة لدى الأطفال إلى ثلاث مراحل رئيسية والتي تتمثل فيما يلي:
- المرحلة الحسية (من الولادة إلى 24 شهرًا): في هذه المرحلة، يتعلم الأطفال تخزين المعلومات من خلال الحواس، يمكنهم تذكر الأشياء التي رأوها أو سمعوها أو شعروا بها أو تذوقوها أو شمها ومع ذلك، فإن هذه الذكريات قصيرة العمر وغالبًا ما تنسى بسرعة.
- المرحلة القصيرة المدى (من 24 شهرًا إلى 7 سنوات): في هذه المرحلة، يتعلم الأطفال تخزين المعلومات لفترة أطول قليلاً، يمكنهم تذكر الأشياء التي حدثت مؤخرًا، مثل ما فعلوه في اليوم السابق أو ما تعلموه في المدرسة، ومع ذلك، فإن هذه الذكريات لا تزال غير مستقرة ويمكن أن تنسى بسهولة.
- المرحلة طويلة المدى (من 7 سنوات وما فوق): في هذه المرحلة، يتعلم الأطفال تخزين المعلومات لفترة طويلة، يمكنهم تذكر الأشياء التي حدثت منذ فترة طويلة، مثل ذكريات الطفولة أو الأحداث المهمة في حياتهم، تصبح الذكريات طويلة المدى أكثر استقرارًا وصعوبة النسيان.
عوامل تؤثر على ذاكرة الأطفال
هناك عدد من العوامل التي تؤثر بأكثر من شكل على ذاكرة الطفل، وتتمثل هذه العوامل فيما يلي:
العوامل الوراثية
تشير الدراسات إلى أن الجينات تلعب دورًا مهمًا في تحديد قدرة الطفل على التعلم والتذكر، ففي دراسة أجريت عام 2016، وجد الباحثون أن الأطفال الذين لديهم جينات معينة كانوا أكثر عرضة للإصابة بضعف الذاكرة في سن 8 سنوات.
العوامل البيئية
تؤثر البيئة المحيطة بالطفل، بما في ذلك التغذية والنوم والنشاط البدني والتعرض للملوثات، على ذاكرته، وهذا ما يمكن توضيحه من خلال النقاط التالية:
- التغذية: تلعب التغذية السليمة دورًا مهمًا في صحة الدماغ، بما في ذلك الذاكرة، فبعض العناصر الغذائية، مثل فيتامينات B وC وE والأوميغا 3، مهمة لنمو الدماغ ووظيفته.
- النوم: يحتاج الأطفال إلى كمية كافية من النوم لتعلم وتذكر المعلومات، فعندما لا يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم، فإنه يكون أكثر عرضة للنسيان.
- النشاط البدني: يساعد النشاط البدني المنتظم على تحسين صحة الدماغ، بما في ذلك الذاكرة، فعندما يمارس الطفل الرياضة، فإنه يطلق مواد كيميائية في الدماغ تحسن التعلم والذاكرة.
- التعرض للملوثات: يمكن أن تؤثر بعض الملوثات، مثل تلوث الهواء والتلوث الضوضائي، على صحة الدماغ، بما في ذلك الذاكرة.
العوامل الصحية
يمكن أن تؤثر بعض الحالات الصحية، مثل اضطرابات القلق والاكتئاب والصرع، على ذاكرة الطفل، ففي حالة اضطرابات القلق والاكتئاب، يمكن أن يؤدي الشعور بالقلق أو الحزن إلى صعوبة التركيز والتذكر، أما في حالة الصرع، فقد يؤثر العلاج بالعقاقير على الذاكرة.وفي الختام نود أن نكون قدمنا الإجابة المناسبة والشاملة حول متى تبدأ ذاكرة الطفل بالتخزين ؟، وبشكل عام، تبدأ أقدم ذكريات الأطفال في الظهور في سن 3 أو 4 سنوات، وقد يكون هذا بسبب أن اللغة تتطور بشكل كامل في هذا العمر، مما يسمح للأطفال بتذكر الأحداث والتجارب بلغة يمكنهم فهمها، كما أن الأطفال في هذا العمر يصبحون أكثر وعياً بذاتهم، مما يمكنهم من ربط الذكريات بأنفسهم.