هل يجوز الترحم على الكافر الصغير

تعد مسألة الترحم على الكافر الصغير من المسائل التي أثارت الكثير من الجدل والاهتمام في الأوساط الإسلامية، هل يجوز للمسلم الترحم على الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا سن التكليف الديني ولم يتخذوا قرارًا دينيًا بعد؟ هل هناك أدلة شرعية تدعم هذا الفعل أم أنه يعتبر مخالفة للتعاليم الإسلامية؟ سنحاول في جريدة لحظات نيوز استكشاف هذا الموضوع وتسليط الضوء على آراء مختلفة في هذا السياق.
هل يجوز الترحم على الكافر الصغير
إن مسألة الترحم على أطفال الكفار وصغارهم تعكس تنوع وجدلًا في الآراء بين أهل العلم، بعضهم يرى أنه لا يجوز الترحم عليهم بسبب أنهم يتبعون آبائهم، في حين يرى آخرون أنه يمكن الترحم عليهم بناءً على مبدأ الفطرة وأن حالهم في يد الله.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سُئِلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أوْلَادِ المُشْرِكِينَ، فَقالَ: اللَّهُ إذْ خَلَقَهُمْ أعْلَمُ بما كَانُوا عَامِلِينَ”، [الراوي: عبد الله بن عباس].
استدل البعض على آرائهم من خلال أحاديث نبوية تشير إلى عدم الاستغفار لأولاد المشركين بسبب عدم معرفة المسلم بمستقبلهم الديني، وبناءً على ذلك، يُفضل أن يترك المسلمون هذا الأمر لله ويركزوا على الدعوة إلى الإسلام والتعامل بالرحمة والحسنى مع الآخرين.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام وانا على جنابه
حكم الصلاة على الكافر
تفترض معظم المذاهب الإسلامية وأهل العلم بالإجماع أنه لا يجوز الصلاة على الكافر
، هذا الإجماع مستند إلى العديد من الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تؤكد على ضرورة الصلاة على المسلمين فقط.
وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: { وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [سورة التوبة: الآية 84].
الأدلة على عدم جواز الترحم على غير المسلم بعد موته
هناك العديد من الأدلة الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تؤكد عدم جواز الترحم على المشركين، من هذه الآيات والأحاديث:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ“ [الراوي: أبو هريرة].
- وقال الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [سورة التوبة: الآية 114].
- وقال تعالي: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [سورة التوبة: الآية 113].
إن مسألة الترحم على الكافر الصغير تظل قضية ذات أراء متباينة بين العلماء والفقهاء في الإسلام، بينما يُفضل البعض عدم الترحم بناءً على الأدلة الشرعية التي تستند إلى عدم الوصول إلى معرفة دينية للأطفال الصغار، هناك من يروج لفكرة الترحم بناءً على مبدأ الفطرة وعدم الاعتبار بالتكليف الديني.