خطبة عيد الاضحى للشيخ محمد حسان مكتوبة

أتت خطبة الشيخ محمد حسان بشأن عيد الأضحى المبارك حزينة ومؤثرة، وهذا لما يحدث من حروب تهدف إلى القضاء على إخواننا المسلمين؛ لذلك كانت نبرة خطاب الشيخ فيها استنكار بالغ لما يحدث؛ وفي موقع لحظات نيوز نقدم لكم خطبة عيد الاضحى للشيخ محمد حسان مكتوبة.
بأي عيد تفرح أيها المسلم؟
هكذا جاء السؤال الاستنكاري الذي تعجب فيه الشيخ محمد حسان من أحوال المسلمين وإخوانهم يتعرضون لويلات الحروب، حيث بدأ خطبته قائلًا: لقد شرع لنا نبينا محمد صل الله عليه وسلم عيدين نفرح بهما، ويهنئ بعضنا بعضاً، ويدعو بعضنا لبعض بقبول العمل الصالح، وبحلول الخير والبركة من الله.
وشتان بين زمان مضى يفرح المؤمنون فيه بعيد الله وبنصره لهم على الأعداء، وبين زمان مريض متبعثر، أذلاء أهله، يفرحون بالأعياد، ويكثرون من الإسراف، ويرتكبون فيها ما حرم الله، وفي الوقت نفسه يشاهدون إخواناً لهم من المسلمين: تسفك دماؤهم، وتنتهك أعراضهم، وتسلب أرضهم، فأي فرح هذا؟! وأي عيد هذا؟!
خطبة عيد الاضحى للشيخ محمد حسان مكتوبة
يكمل الشيخ خطبته بالحمد والاستغفار والثناء على الحاضرين، ثم يعبر عن حزنه عما آلت إليه أحوال المسلمين اليوم، فيقول: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين؛ أما بعد:
فحياكم الله جميعاً أيها الأطهار الأخيار الكرام، حيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل مني وإياكم صالح الأعمال،
بداية خطبة عيد الاضحى للشيخ محمد حسان
يبدأ الشيخ موضوع خطبته بالحديث إلى نساء الأمة، حيث يذكرهن بدورهن التربوي الذي صنع رجالًا أشداء على مر العصور، ويستنكر كيف أن النساء صرن يتبعن الغرب الآن؛ يتابع الشيخ ليدخل في صلب الموضوع قائلًا:
اسمحوا لي أن أخص في هذا اليوم العظيم الكريم المبارك صانعة الأجيال ومربية الرجال، التي تربعت طيلة القرون الماضية على عرش حيائها، تهز المهد بيمينها، وتزلزل عروش الكفر بشمالها، اسمحوا لي أن أخصها بالتحية اليوم في عهد غربة الإسلام الثانية.
يا درة حفظت بالأمس غالية واليوم يبغونها للهو واللعب يا حرة قد أرادوا جعلها أمة غريبة العقل غريبة النسب هل يستوي من رسول الله قائده دوماً وآخر هاديه أبو لهب وأين من كانت الزهراء أسوتها ممن تقفت خطى حمالة الحطب،
فرحة المسلمين في العيد وآلام أشقائهم
يكمل الشيخ متحسرًا: اليوم عيد فحق لنا أن نفرح، ولقلوبنا أن تسعد؛ ولكن بأي عيد نفرح؟ وبأي قلب نسعد؟ وفي كل دار على الإسلام دائرة ينهد من هولها ذبح وتقتيل بإخواننا، يستصرخون ذوي الإيمان إخوتهم فلم يغثهم بيوم الروع أعوان؛ بأي عيد نفرح؟ وبأي قلب نسعد؟
يتابع الشيخ مستنكرًا ما آلت إليه أحوال المسلمين قائلًا: ما الذي جرى لأمة دستورها القرآن؟! ما الذي جرى لأمة قائدها محمد عليه الصلاة والسلام؟ ما الذي غيرها؟! ذلت بعد عزة، وجهلت بعد علم، وضعفت بعد قوة، وأصبحت في ذيل قافلة الإنسانية بعد أن كانت في الأمس القريب تقود القافلة.
وضمن خطبته وحديثه حول العصر الإسلامي الذهبي، قام الشيخ محمد حسان بالاستشهاد بقول الله تعالى في الآية 110 من سورة آل عمران: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
هنا ينتهي مقالنا حيث قدمنا لكم خطبة عيد الاضحى للشيخ محمد حسان مكتوبة؛ وهي خطبة تعبر عما صار عليه المسلمون من وهن وضعف في حين يتم التنكيل بأشقائهم في الحروب، وقد عبر الشيخ عما يحدث تعبيرًا بليغًا وقويًا يحمل في طياته ألم الحسرة على ما كان في الماضي من عزة.