قصة صاحب الجنتين والحكمة وراء ذكر هذه القصة في القرآن الكريم

3 أشهر منذ

Aml ahmed fareed

تم ذكر الكثير من القصص في القرآن الكريم بعضها قصص للأنبياء وبعضها قصص لغير الأنبياء، ومن ضمن القصص التي سوف نسردها اليوم هي قصة صاحب الجنتين، حيث تكمن أهمية هذه القصص في أخذ المسلمون العظة والعبرة، ويتعلموا ويأخذوا الخبرة من هذه القصص حتى لا يقعوا فيما وقعت به الأمم السابقة من الأخطاء، وحتى يستفيدوا من الصواب، لذا يمكن سوف نعرض أهم المعلومات حول هذه القصة وما هي حكمة ذكرها في القرآن الكريم.

قصة صاحب الجنتين

وردت قصة صاحب الجنتين في القرآن الكريم في سورة الكهف فتتحدث القصة بواقعية عن وجهة نظر إنسان مؤمن فقير، ولكنه متوكل على الله، مؤمن بالله حق الإيمان، لأنه يعلم أن الحياة الدنيا لا تساوي شيء لو قورنت بالآخرة، وما أعده الله تعالى للمؤمنين في الجنات، والرجل الآخر هو صاحب الجنتين الذي فتنته أملاكه فظن أن هذا النعيم الدنيوي نعيم دائم، وهو رجل كافر بأنعم الله، رزقه الله جنتين وبستانين عظيمين جميلين، وكانت تلك الجنتان مزروعتين بالأعناب وتحيط بهما أشجار من النخيل.

فتن بالجنتين بدلا من شكر الله

لكن هذا الرجل بجهله وكفره فتن بهذه النعمة العظيمة، وفتن بهاتين الجنتين وما تنتجه من جميع أنواع الثمار والفواكه، حيث أمر الله الجنتين بأن تنتج لذلك الرجل صاحب الجنتين جميع أنواع الثمار فاستجابت الجنتان لأمرِ الله، فأنتجت ثمار ناضجة، تسر الناظرين، والأصل أن يكون موقف صاحب الجنتين الشكر لله على هذه النعم العظيمة الجزيلة، ولكنه بدل ذلك تجاوز وغفل وكفر بالنعمة، وأخذ يتكبر على الرجل الفقير.

لم يؤمن ولم يشكر الله على النعمة، ولم يتصدق، ولكنه كفر ومنع وتكبر، ونسب الخير والنعمة لنفسه، بدلا من أن ينسبها لله سبحانه وتعالى، وظنَ أن هذه النعمة لن تزول بل ادعى أنه إن رجع إلى الله فسيجد أفضل من هذه الجنات لا إيمان بالله بل تكبرا منه، فهو يظن نفسه صاحب المكانة العالية، وله الأفضلية على ذلك الرجل الفقير ومن في مثل وضعه.

رد الرجل المؤمن على صاحب الجنتين

رد الرجل المؤمن على كفر وتكبر صاحب الجنتين بحوار هادف ويذكره بأصل خلقته الضعيفة وأن الأصل أن يرتبط قلب العبد في الغنى وفي الفقر في كل الأحوال، وأن الصحيح إذا دخل الإنسان أملاكا له أن يقول: ما شاء الله، وأن ينسب القوة والملك والنعمة لله سبحانه وتعالى.

يأتي عقاب صاحب الجنتين بإرسال الله سبحانه وتعالى على جنتي ذلك الرجل صاعقة دمرت الجنتين، وأهلكتهما، وأتلفت ما فيهما من ثمار، فندم صاحب الجنتين على ما قدم، وأدرك أنه استحق زوال هذه النعمة العظيمة بسبب كفره وعناده وغروره.

حكمة ذكر القصة في القرآن الكريم

يضرب القرآن الكريم أمثال واقعية ذات تأثير، وفيها الكثير من العظة، والمقصود من وراء ذكرها هو تثبيت قلب المؤمن، وتقوية علاقته بالله، ونزع الكفرِ من قلوب العباد، فقد ورد في القرآن الكريم هذه القصة الذي أصر على الكفر على الهدى والإيمان، وأنكر البعث والآخرة، وضرِب هذا المثل لبيان عاقبة من أغرته الحياة الدنيا وفضلها على الآخرة، ولم يتعظ بمن سبقه، ولم يأخذ العبرة فأغواه الشيطان، فوقع في شر الخطيئة والمعصية.

وفي نهاية هذا المقال لقد عرضنا أهم المعلومات التي يجب ذكرها عن قصة صاحب الجنتين، بالإضافة إلى الحكمة وراء ذكر هذه القصة في القرآن الكريم، فمن المهم جدا ذكر النعم التي أنعمها الله عليك وشكره عليها.