ما فضل الصدقة في العشر الأواخر من شهر رمضان؟

يتساءل الكثير من المسلمين حول فضل الصدقة في العشر الأواخر من شهر رمضان، وذلك مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل، حيث يسعي جميع المسلمون لفعل الطاعات وتحري أفضل الأوقات للعبادات، لذلك يجيب موقع لحظات نيوز عن هذا السؤال، مع ذكر فضل الصدقة في رمضان، وثمرات إخراجها في هذا الشهر الفضيل، والحمة من استحباب وتفضيل ذلك.
التصدق في العشر الأواخر من شهر رمضان
الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في إيحاء العشر الأواخر من رمضان هو إحياؤها بالصلة، وبالذكر، والتصدق في شهر رمضان أفضل من التصدق في باقي الشهور، لكن لم يرد في السنة ما يدل على أن إعطاء الصدقة في العشر الأواخر من رمضان أفضل من غيرها.
لكن ذكر علماء المسلمين أن العمل الصالح يكون أفضل إذا وقع في زمن فاضل، مثل شهر رمضان المبارك، ولا يوجد شك في أن العشر الأواخر من رمضان أفضل من غيرها من الليالي، لأن بها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، لكن على المسلم أن يكثر من الصدقة في جميع أوقات رمضان لما لها من أفضال عديدة، وأجر مضاعف،
فضل الصدقة في رمضان
يتضاعف أجر الصدقات في شهر رمضان الكريم عن غيره من شهر السنة، فهو موسم البركات والخيرات والطاعات، وكان النبي يكثر من بذل الصدقات في رمضان، ونستدل على ذلك بما ورد في السنة النبوية.
فعن عبد الملك بن عباس قال: “ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وأَجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ” (صحيح البخاري)، والجود أشمل وأعم من الصدقة، ومعناه إعطاء كل ما يجب إلى من يجب إليه.
وجعل الله تعالي الرحمة مضاعفة في شهر رمضان عن غيره من الشهور، كما يتضاعف الأجر والثواب، وحثتنا الشريعة الشريفة على الإكثار من إخراج الصدقات في رمضان للمحتاجين، والأقارب، والأهل، لنيل رضا رب العالمين، ونيل الثواب والأجر العظيمين.
ويظهر فضل الصدقة في رمضان لكونها في زمان مخصوص مبارك، ولذلك أجاز بعض علماء المسلمين تقديم موعد دفع الزكاة المستحقة على المسلم، وإخراجها في شهر رمضان، وذلك لفضل زمانه،
ثمرات إخراج الصدقة في رمضان
يستحب أن يُكثر المسلم من بذل الصدقات في رمضان، فهناك العديد من الثمرات المترتبة على ذلك، منها ما يلي:
- إدخال السرور على قلوب العباد، وهذا من أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن أن يقوم بها المسلم تجاه الآخرين.
- التوسعة في الرزق، وتحقيق البركة فيه، لقول الله تعالي: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سورة سبأ: الآية 39].
- نيل أجر المتصدقين الذي أعده الله تعالي لهم في الآخر، وهو أن يظلهم الله تعالي بظله، ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ…رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ” (صحيح البخاري).
- تطهير المال والنفس، وتحقيق النماء في المال، فقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ” (صحيح مسلم).
الحكمة من تفضيل الصدقة في رمضان
إخراج الصدقة في رمضان صورة من صور الإحسان للمحتاجين والفقراء، لإعانتهم على الإفطار والسحور، وبذل الصدقات وإكثار العطاء في رمضان فيه موافقة لرب العالمين في عطائه، فالله تعالى يعتق عدد من عباده من النيران في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، وفي ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإحياءً لسنته الكريمة.
في نهاية المقال يكون قد تم الإجابة عن سؤال ما فضل الصدقة في العشر الأواخر من شهر رمضان، مع ذكر فضل الصدقة في رمضان، والحكمة من تفضيلها في هذا الوقت، مع ذكر ثمرات إخراج الصدقة في رمضان.