تحليل رواية الغريب (أدب فلسفي) كاملة

تحليل رواية الغريب (أدب فلسفي) كاملة، تعتبر رواية الغريب واحدة من أهم الروايات التي تمت كتابتها في القرن العشرين، والتي تحمل الكثير من المعاني الفلسفية العميقة، ولذلك من خلال موقع لحظات نيوز سنعرض لكم كافة التفاصيل عن تحليل رواية الغريب مع بعض الآراء النقدية.
التحليل الموضوعي لرواية الغريب
تعد رواية الغريب إحدى روايات الروائي والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو، والتي تعبر من أهم الروايات التي تم كتابتها في القرن العشرين، وتدور القصة وأحداثها حول شخصية غريبة الأطوار تسمى ميرسو، وتعتبر هذه الرواية سبب في ظهور العبثية في أوروبا كتيار فلسفي، بسبب ما جرى فيه من أحداث.
ويعيش ميرسو بعيدًا عن معتقدات المجتمع السائدة وقناعاته في إطار خاص به في التعبير عن أفكاره، والذي وصفة الآخرون بأنه شخصية تمتلك لامبالاة كبيرة، حيث تبدأ الأحداث في أنه يستقبل خبر وفاة والدته بكل هدوء وبرود، ثم يتركب جريمة قتل متعمدًا.
وعندما يقف أمام المحكمة لا يجيب على الأسئلة الموجهة له من قبل المحكمة ولا يوجد لديه حجج قوية للتبرير عن فعلته، ولا للحكم الصادر تجاهه من المحكمة، وتعتبر الجريمة التي ارتكبها هي أساس الأحداث في القصة، حيث يقوم بإطلاق الرصاص على شاب جزائري وقتله دون سبب.
وهو قتال غير مأجور فعل الجريمة بكامل إرادته حتى من دون أن يسل نفسه عن سبب فعلته أو عن سبب ضغطه على زناد المسدس، ويعتبر لهذا الفعل الكثير من المعاني والتحليلات الفلسفية.
وفسر الكاتب ألبير أنه مر بظروف مأسوية مر بها جعلته يتخبط في الحياة، فقد توفي والده أثناء الحرب العالمية الأولى، وأثرت فيه المذابح التي حدثت في الحرب العالمية الثانية والتي جعلته يشكك في معنى وجوده في الحياة، وقد عانى كثيرًا نظرًا لكونه مواطن جزائري الأصل.
وأثناء وجوده في الجزائر تعامل معه الزائرين معاملة سيئة وذلك نظرًا لأنه شخصًا عربيًا فرنسيًا، كما أنه تمت إساءة معاملته بسبب إطلاق اسم عربي على شخصية سيئة السمعة موجودة في القصة والتي تم إطلاق النار عليه، وهو شقيق عشيقة صديقه ريموند،
التحليل الأسلوبي لرواية الغريب
يتضح لمن يقرأ الرواية أنها صغيرة الحجم، حيث تضم حوالي 260 صفحة في نسختها العربية، مقسمة إلى 4 فصول، وتحتوي الرواية على العديد من التقنيات الروائية مثل: الحوار الفلسفي، والذي يعتبر أهم وأفضل أسلوب موجود في الرواية خاصة في الفصل الرابع والأخير.
يدور حول الحديث الذي دار بين ميرسو مع الراهب الذي كان يتناقش معه حول الجريمة، ويخبره ببعض المواعظ الدينية، ليتفاجأ الكاتب بأنه أمام شخص لا يقدر قيمة الحياة، والذي يعتبر هذا الأسلوب يدور حول المفاهيم التي تتعلق بالحياة وعيشها بسلام.
ويُصنف الكاتب ألبير أنه ينضم للمدرسة الوجودية العبثية، والذي يعتبر الإنسان يعيش في عالم عبثي وسط العديد من المواقف العبثية التي يمر بها طوال حياته، وتم وصف ألبير بأنه إنسان متطرف نظرًا لوجود اللاعقلانية التي توجد في كل أعماله،
آراء نقدية حول رواية الغريب
بعد تحليل رواية الغريب ظهر العديد من الآراء النقدية التي تدور حول فكرة العبثية كتيار فلسفي، ولكن لا تتحور إلا حول شخص ميرسو الذي ينظر إلى نفسه على أنه وحيد، وثبتت الأحداث العبثية أن العبثية لا تظهر في شكل غرابة على الشخص بل يصبح شخصًا منفصلا تمامًا عن الناس والمجتمع.
لا يشكل هذا النقد أي نوع من التقليل على قيمة الرواية كنوع أدب فلسفي فريد، فرواية الغريب تعد من أفضل الأعمال الروائية الموجودة في القرن العشرين، والتي تناقش مشكلة فلسفية تتعلق بقيمة الإنسان ووجوده في الحياة، والتي كتبها ألبير نتيجة للأحداث العصيبة التي عاشها في ذلك الوقت.
وهنا قد وصلنا لنهاية المقال بعد مناقشة تحليل رواية الغريب من حيث التحليل الموضوعي والأسلوبي، مع ذكر بعض الآراء النقدية التي تدور حول رواية الغريب، ومعرفة تأثير هذه الآراء في قيمة الرواية.