كيفية تقسيم الاضحية شرعا؟ وما هي آداب الأضحية؟

3 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

يقبل عيد الأضحى المبارك، حيث يحتفل به المسلمون في عاشر أيام ذي الحجة؛ ويتساءل بعضهم حول كيفية تقسيم الاضحية شرعا، وذلك من أجل إعطاء كل ذي حق حقه كما أمر الله عز وجل؛ وفي موقع لحظات نيوز نتعرف على تشريع الأضحية وكيفية تقسيمها، إلى جانب شروطها وأحكامها.

متى شرعت الأضحية؟

كيفية تقسيم الاضحية شرعا

إن مفهوم الأضحية حسب الشرع هو ما يقدم لله سبحانه وتعالى من الأنعام وفق بعض الشروط والأحكام المحددة، ويتم ذلك في زمن مخصوص؛ وقد تم تشريع الأضحية وفرضها على المسلمين خلال السنة الثانية من الهجرة.

وتعد الأضحية من السنن المؤكدة عند أغلب العلماء، وقد قال آخرون بفرضيتها كذلك؛ وهي في الأصل سنة عن النبي إبراهيم عليه السلام، وقد وردت الآيات والأحاديث التالية في شأنها:

  • قال تعالى في سورة الكوثر: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
  • قال تعالى في شأن إبراهيم عليه السلام حين شرح في ذبح ابنه لتنفيذ ما جاء في رؤياه كما أمر الله: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).
  • كما قال تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ).
  • وقد جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعا قدمه على صفاحهما، يسمي ويكبر، فذبحهما بيده).

كيفية تقسيم الاضحية شرعا

اختلف العلماء حول كيفية تقسيم الاضحية شرعا، وقد انقسمت الآراء إلى ثلاثة كالتالي:

  • الحنفية والحنابلة: قالوا باستحباب تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء؛ حيث يكون ثلث للمضحي، وثلث للفقراء، وثلث للإهداء؛ وقال الحنفية بأن يكتفي المرء بثلث لنفسه ويتصدق بثلثين في حال كان موسرًا.
  • الشافعية: قالوا بأفضلية توزيع الأضحية على الفقراء والمساكين، وإبقاء جزء يسير للمضي لكي يأكله.
  • المالكية: لم يقولوا بوجوب تقسيم الأضحية بطريقة محددة، حيث رأوا أن للمضحي الحرية في تقسيم أضحيته كما يشاء.

آداب الأضحية وشروطها

بعد أن تعرفنا فيما سبق على آراء العلماء حول كيفية تقسيم الاضحية شرعا، ننتقل الآن إلى تناول أهم آداب الأضحية وشروطها كما يلي:

  • يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام؛ وهي البقر، والجواميس، والغنم، والماعز، والإبل؛ وغير ذلك من الحيوانات والطيور لا يدخل تحت بند الأضحية المشروعة.
  • يجب أن تبلغ الأضحية السن المشروعة، حيث تكون الأبقار، والإبل، والماعز ثنية أو فوق الثنية؛ ويكون الغنم جذعة أو فوق الجذعة؛ ولا يجب التضحية بما دون ذلك.
  • يكون السن حسب الأرقام خمس سنين وما فوق بالنسبة للإبل، وسنتين وما فوق بالنسبة للبقر، وسنة وما فوق بالنسبة للماعز، ويكون سن الغنم المشروع ستة أشهر وما فوق ذلك.
  • على المضحي التأكد من خلو الأضحية من العيوب؛ فلا يجوز التضحية بالبهيمة العوراء، أو العمياء، ولا العرجاء، ولا المريضة مرض عضال.
  • تجب الأضحية على القادرين فقط، وتكون في يوم العيد وليلته.
  • يجب أن يقوم بالذبح من هو مسلم عاقل، ويجوز أن يذبح الكتابي بشرط الذبح باسم الله.
  • يجب حد شفرة السكين وإمرارها بقوة على الأضحية، لكيلا تتعذب أثناء الذبح.
  • يشترط استقبال كل من المضحي والأضحية للقبلة، كما يستحب التسمية عند الذبح.

أحكام متعلقة بالأضحية

بعد توضيح أهم آداب الأضحية وشروطها، نأتي الآن لتناول أمور بعض الأحكام المتعلقة بالأضحية من خلال الفقرات التالية:

1- حكم بيع الأضحية

لا يجوز أن يقوم المضحي ببيع لأضحية، سواء كلها أو جزء منها فقط؛ إلا أن الحنفية قد أجازوا فقط بيع الجلد من أجل التصدق بثمن البيع، ويجوز توزيع الأضحية فقط سواء داخل البلاد أو خارجها، ولا يجوز إعطاء جزء من لحم الأضحية لمن يقوم بالذبح، إلا من باب الصدقة،

2- حكم التصدق من الأضحية

اختلف العلماء في حكم التصدق من الأضحية حول إذا كان ها واجبًا أو جائزًا، وقد جاءت الآراء كالتالي:

  • الشافعية: قالوا بوجوب التصدق من الأضحية لقوله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).
  • الحنفية والمالكية: قالوا إن الصدقة مستحبة وليست واجبة، فالهدف من الأضحية في الأصل هو التقرب من الله عز وجل؛ إلا أن فرض الصدقة يعد تضييقًا على المرء.

3- حكم الأضحية عن الميت

قال أغلب العلماء بجواز التضحية عن الميت لينال الثواب، بينما خلفهم الشافعية بقول عدم جواز الذبح عن الميت بغير وصية منه؛ إلا أن جميعهم قد اتفقوا على وجوب الذبح عن الميت في حال كانت الأضحية واجبة بالنذر.

فيما سبق عرفنا آراء العلماء حول كيفية تقسيم الاضحية شرعا، حيث قال البعض بوجوب قسمة محددة، بينما ترك المالكية للمضحي حرية التقسيم؛ وقد عرفنا متلى شرعت الأضحية ومدى وجوبها، إذ قال أغلب العلماء أنها سنة مؤكدة؛ كما تناولنا آداب الأضحية وشروطها الواجبة، إلى جانب بعض أحكامها.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى