كسوة الكعبة المشرفة: نسج خيوط ذهبية في قلب مكة

بدأت المملكة العربية السعودية في إنتاج كسوة الكعبة المشرفة في عام 1925، وذلك بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، بعد أن كانت تُصنع في مصر لعدة قرون، ويمثل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، الذي أُنشئ عام 1976، مؤسسة متخصصة في صناعة وصيانة الكسوة بأحدث التقنيات وأمهر الكوادر.
مراحل صنع كسوة الكعبة المشرفة
يتألف المجمع من عدة أقسام تقوم بتنفيذ مراحل صناعة الكسوة، بدءًا من قسم النسيج الذي يعمل على حياكة قماش الحرير الأسود باستخدام معدات حديثة ويدوية على حد سواء، يلي ذلك قسم الطباعة والتطريز، حيث تُطبع الآيات القرآنية والنقوش باستخدام خيوط الذهب والفضة، يُستخدم في التطريز أكثر من 120 كيلوجرامًا من الخيوط المطلية بالذهب والفضة ليُنجز بدقة فائقة على القماش الأسود، خصوصًا في الحزام والستارة المعروفة بالبرقع التي تُوضع على باب الكعبة.
عملية التصنيع
يتم تحضير الحرير الطبيعي وصبغه بالأسود في المرحلة الأولى، ثم يُنقل إلى قسم النسيج، تُجمع القطع المطرزة في قسم الخياطة لتشكّل الكسوة التي تُركب على الكعبة في صباح يوم التاسع من ذي الحجة، يشمل المجمع أيضًا أقسامًا للجودة والمختبر، حيث تُراقب جودة المواد الخام والمنسوجات.
إضافة إلى صناعة الكسوة، يُنتج المجمع كسوة احتياطية ويقوم بصيانة الحالية وترميمها، كما يساهم في المعارض الإسلامية ويدرب الكوادر السعودية على الحرف المرتبطة بتلك الصناعة، يُستهلك سنويًا أكثر من 700 كيلوجرام من الحرير وأكثر من 100 كيلوجرام من خيوط الذهب والفضة في المجمع، حيث يعمل فيه أكثر من 200 موظف وفني سعودي، ويفتح المجمع أبوابه للزيارات لتعزيز وعي المجتمع بأهمية هذا التراث،
يمثل المجمع رمزًا حضاريًا وروحيًا، يعكس اهتمام المملكة بالكعبة المشرفة وخدمة قبلة المسلمين بأقصى درجات الإتقان والاهتمام.