طالب الولاية لا يولى من القائل وفي أي مناسبة قالها؟

سنة واحدة منذ
كريم احمد الحسيني

شاعت بعض المقولات في عالمنا العربي، منها عبارة طالب الولاية لا يولى، والتي تقال لكل من يسعى إلى تولي شئون الناس، خوفًا من طمعه في الولاية والسلطان؛ ومن خلال مقالنا على موقع لحظات نيوز نتعرف على مفهوم الولاية، كما نوضح من قائل العبارة السابقة وفي أي مناسبة قالها.

معنى الولاية في الإسلام

طالب الولاية لا يولى من القائل وفي أي مناسبة قالها؟

من أجل فهم مقولة طالب الولاية لا يولى، لا بد أولًا أن نتعرف على مفهوم الولاية في الإسلام من حيث اللغة والشرع؛ إذ أن الولاية في اللغة مصدر للفعل الثلاثي (ولي)، والذي يأتي بمعنى القرب والدنو.

أما كلمة الوَلاية بفتح الواو، فهي تأتي بمعنى النصرة؛ وعند كسر الواو يصبح معناها السلطان والإمارة؛ ومن صفات الوالي في الإسلام أن يكون ذو قدرة، وفعل، وتدبير؛ وإن لم يتوفر لديه ذلك، فهو لا يصلح للولاية.

وبالنسبة إلى معنى الولاية في الاصطلاح، فقد تباينت مفاهيمها بين العلماء كما يلي:

  • منهم من قال إنها تنفيذ القول والحكم على الغير، سواء أراد ذلك أو لا.
  • وقيل إنها السلطة والقدرة على إنشاء التصرفات والعقود، مع تنفيذها.
  • وفي قول آخر، هي قيام شخص راشد على أمور شخص قاصر لا يستطيع تولي أموره الشخصية والمالية بنفسه.

طالب الولاية لا يولى من القائل وفي أي مناسبة قالها؟

قام البعض بنسب هذه العبارة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث جاء في السنة النبوية ما يدل على ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها).

كما جاء عن أبي موسى: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي، فقال أحدهما: يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله عز وجل، وقال الآخر مثل ذلك، فقال: إنا والله لا نولي هذا العمل أحدا يسأله أو أحدا حرص عليه).

وفيما سبق يتبين لنا أن معنى العبارة قد أتى من السنة النبوية، وليس القول نفسه؛ حيث أن من يسعى إلى طلب الولاية لا بد ألا يستجيب له الناس، إذ يكون هذا الشخص غالبًا ممن يهدفون إلى مكاسب شخصية تحت ستار الولاية.

ومن المعروف أن أصحاب المصالح الشخصية لا يكترثون لأمور العامة بقدر اكتراثهم لأنفسهم، فتجد شعوب هؤلاء الحكام غارقة في الفقر والعوز، بينما يكونون هم متقلبين في الثراء والترف بدون حق.

أهمية الولاية في الإسلام

تكمن أهمية الولاية في الإسلام في أنها تحفظ حقوق العامة، وذلك من خلال تعيين ولي يرتضيه الناس، لما يعرف عنه بالتقوى والصلاح؛ وكما أشرنا، فإن الولاية منصب يتطلب بعض المواصفات، ولا يجب الإلحاح في طلبها.

وتعد الولاية منصبًا خطيرًا لما فيها من مسئولية عظيمة، حيث يحاسب الله المرء عليها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون خزيًا وندامةً يوم القيامة، إلا مَن أخذها بحقِّها، وأدى الذي عليه فيها).

إن مقولة طالب الولاية لا يولى هي إحدى الأقوال المنتشرة في منطقتنا العربية، والتي لا يعرف من قائلها على وجه الدقة؛ إلا أنه من الواضح أن الكلمة مستوحاة من هدي الأحاديث النبوية التي نهت عن طلب الولاية والإمارة، خشية فساد الوالي وندمه على فعلته يوم القيامة.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى