دور التسامح في بناء المجتمعات ورقيها

3 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

كم هو عظيم وأساسي دور التسامح في بناء المجتمعات ورقيها، لما له من فضائل جمة تعود على حياة المجتمع والفرد في آن واحد، وهو ما تدعو له الشريعة السمحة من خلق مجتمع متين قوي قائم على أساس ترابط أفراده وتآزرهم، ومن هنا وضح موقع لحظات نيوز تعريف التسامح وأهميته على حياة الأفراد والمجتمعات، ووضح بعض صوره.

مفهوم التسامح

التسامح مأخوذ من الجذر اللغوي (سَمَحَ) ومعناه اللين والسهولة، والتسامح من المشاركة أي تسامح الأفراد فيما بينهم.

أما في الاصطلاح: فهو العفو عند المقدرة، والإحسان والعفو عن الغير، ويقابله عندئذٍ التعصب والغلو، حيث جاءت السنة النبوية بنصوص كثيرة لمدح صفة التسامح والتوصية بها، منها قوله صلى الله عليه وسلم: ” رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى” رواه البخاري.

شاهد ايضاً: العنوان المخصص بهيئة المجتمعات العمرانية و كل اختصاصاتها

أهمية التسامح في بناء المجتمع

جاءت الشريعة الإسلامية بمبدأ التآخي بين أفراد مجتمعها، وهي بذلك تريد أن تبني بنيانًا لا يهتز لأي عارض، ومن أساسات هذا البناء التسامح الذي نوضح أهميته فيما يلي:

يكفل به المجتمع حق الأفراد في الحيرة وممارسة معتقداتهم.
يدعم قوة التماسك الاجتماعي نتيجة لتفضي مصلحة العام على الخاص.
ينمي فكرة الانفتاح على الأشخاص وتقبل آرائه.
يدعم الروح الوطنية، ويعزز الروابط التاريخية لدى أفراد الوطن.
تقوي المجتمع وتجعله أكثر صلابة، من خلال تحسين الصحة النفسية للأفراد.
ينمي التبادل الثقافي والعلمي بين أبناء المجتمع.
يدعم الحوار الفعّال القائم على تقبل آراء الآخرين ومعتقداتهم.
يعمل على بناء مجتمع صحيًا سليمًا.

شاهد ايضاً: تعبير حول التسامح كامل جاهز للطباعة

دور التسامح في حياة الأفراد

لأن الفرد هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع؛ الأثر الإيجابي لا يقتصر على المجتمع فقط، نوضح أثره الفعّال على الأفراد فيما يلي:

يزيد التقوى في القلوب، لأنه صفة من صفات المتقين، قال تعالى: “وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” البقرة 237،
يعد أول خطوة في التخلص من مشكلات الفرد النفسية، سواءً أكانت شخصية أو اجتماعية.
يساعد على اكتساب الناس ومحبتهم وثقتهم.
يدرب الفرد على التعامل مع الجانب البشري الضعيف الذي يكون سببًا للإساءة.
يشعر المتسامح بالهدوء والسكينة.

شاهد ايضاً: لماذا يدعو الدين الاسلامي الى التسامح والتعاون

أشكال التسامح في الإسلام

للتسامح صور كثير في الشريعة الإسلامية، ومنها أن بدأ الله سبحانه وتعالى بنفسه، ثم أوصى بها، ومن أشكال التسامح في الشريعة الإسلامية:

فرض الحج مرة واحدة في حياة المسلم لعدم والمشقة، وهو ركن مفروض على من استطاع أداءه فقط.
التيمم للصلاة للمجروح في مواضع الوضوء، أو المسافر الذي لا يجد ماءً.
إباحة الإفطار في رمضان للمسافر والحائض.
إتاحة سجود السهو في الصلاة إذا حدث نقص.
التخفيف في الأحكام الشريعة، مثل تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس وبقاء فضل الخمسين.

صور التسامح في المجتمع

للتسامح صور وأشكال كثيرة لا تستطيع حصرها في مقال واحد ولكن نضع لكم بعض منها فيما يلي:

التسامح الديني: ويعني احترام عقائد الأفراد وأديانهم، إعطاء كل فرد حقه في ممارسة شعائر دينه، من أجل تعايش سلمي قائم على تآزر المجتمع.
التسامح السياسي: يعني أن لكل شخص حقه في التعبير عن رأيه السياسي دون ضغوط أو عقوبة، وهو ما يعرف بالـ” ديموقراطية”.
التسامح العرقي: ويعني عدم التفريق بين أفراد المجتمع حسب أجناسهم.

المجتمع البناء القائم على أساسات، هذه الأساسات لابد لها أن تكون قوية متينة لتستطيع الصمود أمام أي ريح قد تهب، ومن هذه الأساسات الهامة التسامح لما له أثر على الفرد والأسرة والمجتمع.