تعريف الدورة الاقتصادية وما هي أبرز المعلومات عنها

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

يتزايد البحث عن تعريف الدورة الاقتصادية، والتساؤل عما هي أبرز المعلومات عنها، وذلك في ظل تزايد التقلبات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، خاصة مع زيادة تحليلات خبراء الاقتصاد؛ لذلك يقدم موقع لحظات نيوز التعريف بالدورة الاقتصادية بشكل مبسط ومفصل في آن واحد، كما يعرض مراحلها الأربع، والعوامل المؤثرة على كل مرحلة، وعلى طول مدة كل مرحلة من الأربع مراحل.

مفهوم الدورة الاقتصادية

تعريف الدورة الاقتصادية

الدورة الاقتصادية هي مجموعة من المتغيرات الدورية التي تصيب النشاط التجاري للدولة، فيتراوح بين فترات النمو والازدهار الاقتصادي، وفترات الكساد والانكماش، وتتأثر الدورة بعد عوامل تحدد صفات المرحلة القادمة، منها: الإنفاق، والاستثمار، والتضخم، وأسعار الفائدة، والإنتاج المحلي الإجمالي، والسياسات الاقتصادية، والتكنولوجيا، ومستوى العمالة، والحكومة، والعرض والطلب، وإنفاق المستهلك.

ومن الممكن أن تستمر الدورة الاقتصادية لفترات طويلة، وتختلف طول المدة بناءً على مجموعة من العوامل التي سبق ذكرها، وفهم الدورة الاقتصادية له أهمية كبيرة في مساعدة الشركات والمستثمرين على تحديد أولويات المرحلة القادمة، فتحدد الموعد المثالي للاستثمار، والموعد الذي يستحسن فيه سحب الأموال، وللدورة الاقتصادية تأثير مباشر على السندات والأسهم، والأرباح.

مراحل الدولة الاقتصادية

بما أن الحياة الاقتصادية لا تتصف بالثبات الدائم، وهي دائمة التأرجح بين فترات الازدهار والنمو، وفترات الانكماش والكساد، حاولت عدة نظريات شرح أسباب الدورة الاقتصادية، واجتمعت معظم هذه النظريات على تقسيم الدورات الاقتصادية إلى أربع مراحل رئيسية، وهما كما يلي:

1- مرحلة النمو والتوسع

وتتسم هذه المرحلة بانخفاض سعر وقيمة الفائدة، مما يسهل على الشركات والمستهلكين اقتراض الأموال؛ لتوظيفها في استثمارات جديدة، كما أن الطلب على السلع الاستهلاكية يزداد في هذه المرحلة، ويرجع ذك إلى ارتفاع مستوى دخل الفرد، مما يدفع الشركات للعمل على زيادة الإنتاج لتلبية الزيادة على الطلبات.

كما يترتب على هذا توظيف عمالة زائدة، وارتفاع للأجور والرواتب، والتوسع في الاستثمار وزيادة البنية التحتية المادية، والعمليات الخاصة بها.

2- مرحلة الذروة

في هذه المرحلة يبلغ الاقتصاد أقصى معدل للنمو يمكن أن يصل إليه، مما يزيد الضغوطات على الاقتصاد، ويجعل الشركات عاجزة عن رفع الإنتاج لمستويات أعلى؛ لزيادة المعروضات من السلع بهدف مواكبة التزايد في الطلبات على السلع من قبل المستهلكين، وفي هذه الحالة تقوم بعض الشركات بزيادة الاستثمار لرفع الطاقة الإنتاجية.

مما يترتب عليه ارتفاع في تكاليف الإنتاج، بسبب ارتفاع مستلزمات التشغيل، مثل: الأجور، والرواتب، مما يدفع الشركات لعكس ارتفاع التكاليف إلى زيادة في الأسعار، ومن هنا تحدث الاضطرابات في الحياة الاقتصادية، فتصل مستويات الإنتاج والاسعار إلى أقصى حد ممكن الوصول إليه، فتبدأ المؤشرات الاقتصادية بالهبوط، وهذه نهاية مرحلة الذروة.

3- مرحلة الانكماش

في هذه المرحلة يبدأ النشاط الاقتصادي في التراجع، تتغير العادات الشرائية للمستهلكين، ويتم التراجع عن الإنفاق على السلع الكمالية، مما يؤثر على الإنتاج ويدفعه للتباطؤ بسبب انخفاض الطلب من قبل المستهلكين، وينعكس هذا على انخفاض أرباح الشركات.

ونتيجة لذلك تنخفض الأجور والرواتب، وتقوم الشركات بالاستغناء عن جزء من العمالة لتوفير الأجور وتعويض الخسارة المتزايدة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، وينعكس ذلك على أسواق الأسهم، فيتجه المستثمرين إلى الاستثمار في أصول أكثر آمنًا، ويقود هذا كله إلى الوصول لمرحلة القاع.

4- مرحلة القاع

تتميز هذه المرحلة بالركود الاقتصادي، وانخفاض المعدلات الاقتصادية مقابل المعدلات العالية للبطالة، المترتب عليها تزايد عدد الأشخاص الفاقدين لوظائفهم، وبالتالي ينخفض الإنفاق وتزيد الضغوط الاجتماعية، كما يتراجع الإنتاج بسبب تراجع الاستثمار والإنفاق، وتردد المستثمرين في القيام بمشروعات واستثمارات جديدة.

وعند تجمع هذه العوامل تكون الدورة الاقتصادية قد وصلت إلى أدنى مرحلة يمكن الوصول إليها، وعندها تكون أسعار السلع بلغت أعلى مستوياتها، ومع استمرار تراجع المستهلكين عن الإنفاق على شراء السلع، تزيد المعروضات والسلع لانخفاض الإقبال على شرائها.

مما يؤدي إلى ركود في الأسواق، ويحمل ذلك الشركات خسائر إضافية، وعند هذه النقطة تحديدًا تنتهي هذه المرحلة، وتبدأ دورة اقتصادية جديدة.

العوامل المؤثرة في مراحل الدورة الاقتصادية

تتأثر كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية بتداخل وتفاعل مجموعة من العوامل مع بعض، وتختلف مدة كل مرحلة بين كل دورة اقتصادية وغيرها، وبين اقتصاد وآخر.

ويعد توقع طول كل مرحلة من أكبر التحديات التي تواجهها الحكومات، والمنظمات، والمستثمرين في جميع أنحاء العالم، ومن أهم هذه العوامل ما يلي:

1ـ السياسات الحكومية

تؤثر السياسة التي تنتهجها حكومة الدولة في طول كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية، وخاصة السياسات المالية والنقدية، والضريبية للحكومة، فعنما تزيد الحكومات من الإنفاق العام، يزداد الطلب على الخدمات والمنتجات، والسلع الاستهلاكية.

مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وبالتالي زيادة الوظائف والنمو والتوسع الاقتصادي، ويعني هذا أن الحكومات بإمكانها استخدام هذه السياسات لصالحها، ولتحفيز النمو الاقتصادي، وللحد من التذبذب، والاختلاف في المؤشرات الاقتصادية.

2ـ العوامل الاجتماعية والتطور التكنولوجي

يؤدي التطور التكنولوجي إلى زيادة معدلات إنتاجية العمال، كما يؤدي إلى تحسين الجودة، وخفض التكاليف، وبالتالي يؤثر على مراح الدورة الاقتصادية، كما تؤثر ايضًا العوامل الاجتماعية، مثل: التفاؤل الثقة اللذان من شأنهما أن يقللوا من مدة فترة الركود والانكماش، ويزيدوا من طول فترة النمو والتوسع.

3ـ العوامل الداخلية

العوامل الداخلية للاقتصاد مثل: الاستثمارات، ومستويات الإنتاج، والإنفاق الاستهلاكي للمجتمع على السلع المختلفة، يؤثر تأثير كبير على كل مرحلة في الدورة الاقتصادية، حيث أن مجموع هذه العوامل يزيد من استمرارية فترة النمو، ويساعد على التقليل من فترة الانكماش والركود.

4ـ العوامل الخارجية

العوامل الخارجية تكون خارجة عن إرادة الحكومة، ومنها: التجارة الدولية، وتغيرات أسعار النفط، وأسعار الصرف، مما يؤدي إلى زيادة التذبذب الاقتصادي، ويزيد من صعوبة التنبؤ بالمرحلة القادمة.

في نهاية المقال يكون قد تم التعريف بالدورة الاقتصادية، ومراحلها الأربعة، وهم: مرحلة النمو، والذروة، والانكماش، والقاع، كما تم ذكر العوامل المؤثرة في كل مرحلة من تلك المراحل، وفي طول مدتها.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى