خطبة محفلية عن الصبر كاملة بالنص

الصبر هو من أهم صفات المؤمن، والمفلح هو من صبر على الابتلاء، وخطبة محفلية عن الصبر تعرض ما يحمله الصبر في طياته من بشرى بالفرج، كما أنه سبب لنيل الأجر والثواب، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنعرض من خلال المقال التالي خطبة محفلية قصيرة عن الصبر.
خطبة محفلية عن الصبر
الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
أيها الأخوة المؤمنون أعلموا قيمة الصبر، فهو يخفف آلام النفس، ويسكن الروح، وقد بشر الله عز وجل عباده الصابرين بجزاء الصبر العظيم، قال تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ” [الزمر: 10].
فالمراد بالصبر يا عباد الرحمن هو التحلي بالإيمان، والرضا بقضاء الله وقدره، فقد يبتلي الله العبد في أحب وأغلى ما يملك ليختبر قوة إيمانه، فإذا تحلى بالصبر، ولم يعترض على أمر الله فإنه بذلك يكون في منزلة الصابرين، الذين بشرهم الله عز وجل بعظيم الأجر والثواب.
أنصتوا أيها الأخوة إلى قوله تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” [البقرة: 155].
قال عز وجل: وبشر الصابرين، إنها البشرى التي تأتي من الصبر على البلاء الذي أنزله الله على عبده، ليكون جزاء الصبر هو الفوز بالجنة، الجنة التي يسعى لها المؤمن، ويعمل جاهدًا من أجل الفوز بها.
يا أيها الأخوة استمعوا إلى قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” [البقرة: 153].
أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالاستعانة بالصبر والصلاة، فالصبر هو طريق إلى الجنة، فهو نصف الإيمان، وقد عانى الرسل كثيرًا أثناء تأدية رسالتهم ودعوتهم إلى الإسلام، لكنهم صبروا، وجاهدوا أنفسهم.
لنيل عظيم الأجر والثواب، قال تعالى: “َفاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ” [سورة الأحقاف: 35].
اعلم أيها المسلم ما من بلاء تمر به، وصبرت عليه، إلا وكتب لك الله الأجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة ومُحيت عنه بها خطيئة”، فمجرد شوكة ترفعك عند الله درجة.
فالله قد يبتلي العبد فيما يحب، وأغلى ما يملك، كالصحة، والمال، والأولاد، وكل ذلك من أجل أن يختبر عبده، فمن صبر ولم يجزع غفر الله له ذنبه، وأدخله الجنة، أيها الأخوة أوصيكم بالصبر لتنالوا البر، ندعو الله أن يتقبلنا لديه من العباد الصابرين المؤمنين، وإني لأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه،
أنواع الصبر
الصبر ليس نوعًا واحدًا بل هو ثلاثة أنواع في الإسلام، وهي:
- الصبر على البلاء، ومنع النفس من الجزع والسخط على القدر.
- الصبر على الطاعة.
- الصبر على المعاصي.
فضل الصبر
الصبر هو من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وللصبر عدة فضائل، منها ما يلي:
- نيل محبة الله عز وجل، والثواب العظيم في الآخرة، قال تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ” [الزمر: 10].
- تحقيق معية الله للصابرين، قال تعالى: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ“ [الأنفال: 46].
- يفوز بالجنة من صبر على البلاء، ذلك لقوله تعالى: “إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ” [المؤمنون: 111].
- من صبر ورضا بقضاء الله عز وجل مقدرته، عوضه الله خيرًا عنه.
- إن الله عز وجل يضاعف أجر الصابرين، ذلك قوله تعالى: “أُوْلَٰٓئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ” [القصص: 54].
من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا خطبة محفلية عن الصبر، فالصبر من صفات المؤمن، وقد أمرنا الله عز وجل أن نصبر، ولا نعترض على البلاء، فهو سبب لمغفرة الذنوب، ووعد الله عباده المؤمنين الصابرين بعظيم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.